محمود الدنعو

ماديبا.. الأوبرا الأفريقية

[JUSTIFY]
ماديبا.. الأوبرا الأفريقية

اقتصاد جنوب أفريقيا يأتي في طليعة الاقتصاديات القوية في القارة الأفريقية، ويأتي في التصنيف أولا أو ثانيا في تبادل مع نيجيريا، وفي آخر تقرير لمجموعة البنك الدولي أن اقتصاديات دول مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا تمثل نحو نصف اقتصاد قارة أفريقيا، ولكن هذا الاقتصاد المتنامي لا ينعكس رخاءً في حياة الناس عادة خصوصا السود من عمال المناجم والعاطلين عن العمل، وبالتالي يحتاج الرئيس جاكوب زوما في ولايته الثانية إلى النهوض بالاقتصاد وتنزيل عائدات ذلك الاقتصاد القوي على حياة المواطنين العاديين، فقد أكد زوما أن نمو اقتصاد بلاده، سيكون موضع الاهتمام الرئيس في فترة رئاسته الثانية. وأضاف زوما أن خطة التنمية الوطنية، خطة النمو التي وضعت في فترة رئاسته الأولى، ستكون المحرك الرئيس للتغيير الجذري في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.
ورغم انتهاء التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، فإن وزارة المالية في الحكومات الوطنية المتعاقبة من لدن الزعيم الراحل نيسلون مانديلا مرورا بثابو أمبيكي وولاية زوما الأولى كان جميع وزراء المالية من البيض، ولكن زوما وتحت مطالب شعبية بتولي حقبية المالية للسود عين في الحكومة الجديدة أول وزير أسود، وهو نلانلا نيني العضو في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وعمل في الحكومة السابقة نائبا لوزير المالية السابق برافين جوردهان، الذي حصل على حقيبة الحكم التعاوني.
ويرى مراقبون أن مجرد تعيين وزير أسود لا يكفي لتغيير الخارطة الاقتصادية، حيث لا يزال السكان البيض يسيطرون على مفاصل الاقتصاد في جنوب أفريقيا، وهو من تركة نظام الفصل العنصري، ولايمكن تجاوز ذلك الإرث بمجرد تعيين وزير أسود لحقيبة المالية، وهو التعيين الذي قد يجد تجاوباً من السكان السود بمنحهم الثقة في إدارة اقتصاد بلادهم، ولكنه في الوقت نفسه قد يثير مخاوف المستثمرين الأجانب.
ومع جهود زوما لوقف بطء النمو في اقتصاد جنوب أفريقيا الذي لا يزال يحتفظ بالموقع الثاني خلف نيجيريا حسب تصنيف الشهر الماضي، يسود أوساط الشعب تفاؤل بأن الوزير الأسود الذي طالبوا به سيقود سفينة الاقتصاد إلى آفاق أرحب.
في قصة حزينة ذات صلة باقتصاديات جنوب أفريقيا، ألغيت أوبرا تتناول قصة حياة زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا بعد ثلاثة عروض فقط بسبب نقص التمويل، حسبما ذكر منتج الأوبرا أوناثي متيرارا لوكالة الأنباء الألمانية أمس، وافتتحت الأوبرا التي تحمل اسم (ماديبا.. الأوبرا الأفريقية) على مسرح الدولة في بريتوريا يوم الجمعة الماضي. وأرجع ماتيرارا الذي تربطه صلة قرابة بالزعيم الراحل أسباب فشل الأوبرا إلى المجلس الوطني لمسابقة اليانصيب في جنوب أفريقيا الذي كان هو الراعي الوحيد للعمل.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي