محمود الدنعو

صفقة بيرغدال


[JUSTIFY]
صفقة بيرغدال

تواجه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عاصفة من الانتقادات بسبب صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان الأفغانية التي أطلقت سراح الرقيب في الجيش الأمريكي بو بيرغدال مقابل إطلاق سراح خمسة من معتقلي طالبان في غوانتانامو وإرسالهم إلى قطر هذه الصفقة أثارت جدلاً واسعاً في واشنطون، حيث يرى الكثير من خصوم إدارة أوباما السياسيين أن واشنطون ارتكبت خطأً جسيماً بإطلاق سراح معتقلي طالبان الذين يمكنهم توجيه ضربات موجعة للأمن القومي الأمريكي، وكان الرجال الخمسة المطلق سراحهم بموجب الصفقة ممن تصفهم وتصنفهم وزارة الدفاع الأميركية بأنهم “شديدو الخطورة” و”يشكلون تهديدا على الأرجح”.
وبالنظر إلى القيمة السياسية للصفقة، فهي لا تتناسب مطلقا وهذا العدد الكبير من كبار العناصر الطالبانية المطلق سراحها ومنهم الملا خير الله خير خواه وزير الداخلية والملا محمد فضل نائب وزير الدفاع في حكومة طالبان خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان العام 2001، فإدارة الرئيس أوباما التي اعتبرت الصفقة فرصة جديدة للحوار مع الحركة تلقت ضربة قوية برفض الحركة هذا العرض قائلة يجب ألا ينظر إليها كبادرة حسن نية أو خطوة نحو إحياء محادثات السلام بين الحركة والحكومة الأفغانية، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد إن المفاوضات المحتملة بين واشنطون والحركة لن تساعد عملية السلام بأي شكل لأننا لا نثق في عملية السلام، وذلك ردا على تبرير وزير الدفاع الأمريكي شاك هيغل لإبرام الصفقة عندما عبر عن أمله بأن يقود الإفراج عن بيرغدال إلى محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.
الصفقة في نظر الكثير من المراقبين لن تحقق أي اختراق في مسار المفاوضات المجمدة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان من جهة وبين حكومة كابول والحركة من جهة أخرى، وهو ما يضعف قيمتها فهى فقط أنجزت حرية الجندي الأسير لدى الحركة، ولكنها في المقابل منحت الحركة قوة كبرى باستعادة خمسة من كبار عناصرها، فبينهم وزراء وحكام أقاليم ومسؤولو مخابرات سابقون في حكومة الحركة، وهذا الصيد الثمين هو ما يفسر مدى الغبطة لدى الملا محمد عمر زعيم الحركة الذي اعتبر في تصريحات نشرت أمس الإثنين الصفقة بأنها (نصر عظيم).
وبدلا من أن تسهم الصفقة في خفض حدة هجمات الحركة، فإن هذا النصر المعنوي الكبير منحها جرأة وتحدياً كبيرين، حيث هددت الحركة بشن هجمات لتعكير الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في 14 يونيو الجاري، وأنذروا الناخبين بالابتعاد عن مراكز الاقتراع. وقال بيان نشر على موقع الحركة إن “مقاتلي الإمارة الإسلامية مستعدون مرة أخرى للتحرك ضد الانتخابات”.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي