محمود الدنعو

أوباما والسيسي


[JUSTIFY]
أوباما والسيسي

حينما كتبت صحيفة التايمز البريطانية أمس تقول إن واشنطن ستصف السيسي بأنه الشخص الذي أرسى السلام بالشرق الأوسط، كانت الصحيفة تقرأ المشهد بعيون السياسة الأمريكية التي تغلب مصالحها فوق أي خلافات عابرة، كما أن فوز السيسي في الانتخابات الأخيرة التي جرت طبقا للمعايير الدولية أزاح عن كاهل إدارة أوباما عبئا ثقيلا في التعامل مع الحكومة المصرية التي اكتسبت رعيتها من خلال صناديق الاقتراع رغم كل الكلام الذي يقال من ضعف في الإقبال وغيره، ولكن في نهاية المطاف وجدت الولايات المتحدة أمامها رئيساً منتخباً وقد خلع البزة العسكرية وارتدى زياً مدنياً مترئساً حكومة مدنية.
أمس أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يتطلع للعمل مع الرئيس المصري المنتخب عبد الفتاح السيسي، وهذا الإعلان من شأنه أن يفتح الباب أمام صفحة جديدة في علاقات البلدين التي شهدت حالات توتر عديدة منذ سقوط نظام الإخوان الملسمين بقيادة الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث تتهم القاهرة واشنطون بدعم جماعة الإخوان فيما تشدد واشنطون على أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية لمواجهة العنف والإرهاب الذي تشير أصابع الاتهام إلى تورط جماعة الإخوان فيه ترى واشنطون أنها إجراءات تعسفية، وتحت ضغوط المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان اضطرت إدارة أوباما إلى تقليص المساعدات العسكرية لمصر، ومارست نوعاً من العزلة السياسية على الحكومة الانتقالية قبل أن تستدرك خطوة ذلك الاتجاه بعد الزيارة التي قام بها المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع حينها في الحكومة الانتقالية إلى موسكو، فسعت واشطن مجددا التقارب مع الحكومة الانتقالية خشية تفقد حليفها الإستراتيجي في المنطقة لصالح موسكو.
ونجحت الحكومة الانتقالية في مصر في تشكيل رأي عام مصري وعربي بأن إدارة أوباما كانت تقف وراء جماعة الإخوان وتدعم الرئيس المعزول مرسي وهو ما دفع الإدارة الأمريكية أن توعز إلى مركز زغبي للخدمات البحثية في الولايات المتحدة بمناسبة مرور خمسة أعوام على الخطاب الشهير الذي ألقاه أوباما في جامعة القاهرة إجراء استطلاع للرأي في عدد من الدول العربية، أظهرت نتائجه أن إدارة باراك أوباما دعمت نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، في حين لم تقدم الدعم الكافي، لمحمد مرسي.
ومنذ إعلان فوز الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية المصرية وبنسبة عالية من الأصوات، بات السؤال كيف ستتعامل أمريكا مع مصر بعد فوز السيسي؟، هو الأكثر طرحا في وسائل الإعلام الدولية استنادا إلى التوتر الذي رافق العلاقات خلال الفترة السابقة للانتخابات، وسوف تكشف الأيام القليلة القادمة عن طبيعة العلاقة بين الطرفين.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي