عالمية

زيارة السفير الإسرائيلي لصحيفة الأهرام تثير حالة من الغضب داخل المؤسسة

أثارت زيارة السفير الإسرائيلي فى القاهرة شالوم كوهين مبني مؤسسة الأهرام مساء الاثنين غضب عدد من الصحفيين والقيادات بالمؤسسة.

وذكرت مصادر في المؤسسة ان “من دون مقدمات وجد أمن المبنى الرئيسي القديم السفير الإسرائيلي أمامه تقريبا عند الساعة الثالثة، وصعد مباشرة إلى مكتب الدكتورة هالة مصطفى، رئيس تحرير مجلة الديمقراطية، وهو ما أعقبه تحركات واضحة، واتصالات كثيرة بين قيادات المؤسسة”.

وتابعت: “اتضح من الاتصالات أن ثمة اتصالات أجريت منذ الصباح، كان من أطرافها هالة وسعيد ورئيس المكتب الفني لرئيس مجلس الإدارة محمد عبد السلام”، وربما أطراف أخرى.

وعلقت هالة على الزيارة بتصريحات لـ “الأهرام المسائي”، أوضحت فيها: أرى أنها زيارة عادية ووفق موعد مسبق، لرغبة السفير في إقامة ندوة في المجلة، واستمرت نحو 60 دقيقة، واعترف أنها تمت من دون إذن مسبق من قيادات المؤسسة.

والاعتراض على الزيارة بدا واضحا في طبعة “الأهرام المسائي، في حين خلا “الأهرام” اليومي، من أي خبر أو تعليق على الزيارة، رغم أنه الإصدار الأول والرسمي في المؤسسة.

وعبر عدد من الصحفيين والقيادات بالمؤسسة عن غضبهم الشديد لمجلس الإدارة بسبب تصرف زميلتهم، فيما سارع الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام، إلى توضيح موقفه بأنه رفض مقابلة السفير الإسرائيلي مرتين بعد توليه منصبه كرئيس لمجلس الإدارة، إلا أن سعيد أخبر السفير أن تلك الزيارة إذا تمت ستؤدى إلى انقسام أبناء المؤسسة وأنه لن يسمح بذلك لأن غرضه هو التطوير والبناء وليس تقسيم المؤسسة.

وقال سعيد لصحفيي الأهرام إنه حينما علم باعتزام هالة مصطفى استقبال السفير الإسرائيلي فى مكتبها بالمؤسسة كلف مكتبه بإبلاغها أن مجلس الإدارة يرفض ذلك وعليها أن تتصل بالسفير لإبلاغه برفض مقابلته داخل الأهرام، إلا أنها تحايلت على الأمر وأخفت موعد الزيارة وفاجأت الجميع باصطحابه إلى مكتبها مبررة ذلك بأن السفير يرغب فى تنظيم ندوات سياسية بمجلة الديمقراطية تجمع بين شخصيات أمريكية وإسرائيلية ومصرية.

وقالت صحيفة “الشروق” أن حالة الغضب فى الأهرام انتقلت بشدة إلى نقابة الصحفيين التى قرر مجلسها أن يصدر بيانا قويا الخميس يدين فيه ما فعلته هالة، ويحقق معها فى الواقعة ومن المحتمل أن تلغى عضويتها فى النقابة.

وقال محمد خراجة، الصحفي بالأهرام وعضو مجلس نقابة الصحفيين، إن ما حدث خطأ لا يغتفر ولا يمكن السكوت عليه ولابد من محاسبة كل مسئول عنه، وإذا كان رئيس مجلس الإدارة رفض استقبال كوهين مرتين فهذا أمر يشكر عليه، ولكن بحكم منصبه فى المؤسسة كان عليه أن يصدر تعليمات قوية للأمن بمنع دخول السفير الإسرائيلي.

وقال صحفيون بالأهرام “إن هالة أقدمت على ذلك رغم رفض مجلس الإدارة لعلمها أن عبدالمنعم سعيد لن يصعد الأمر ضدها حتى لا يثير غضب أمريكا والدول الأوروبية والمنظمات الحقوقية العالمية، وأن الحزب الوطني الذى تنتمى إليه والحكومة لن تتخذ ضدها أى إجراءات عقابية وتحرج مرشحها لمنصب اليونسكو فاروق حسنى”.

وأضافوا “أنه بالفعل بدأ مجلس الإدارة فى محاولة إيجاد المبررات التى تمنع التصعيد ضد هالة بالبحث فى لوائح المؤسسة لإثبات عدم وجود نص يمنع استقبال شخصيات من جنسيات محددة”.

وقال حاتم زكريا سكرتير عام نقابة الصحفيين “إن التعمد واضح فى موقف هالة مصطفى وأن النقابة لن تسكت على هذا التصرف، وترفض التطبيع بجميع أشكاله حتى يعود الحق الشرعى إلى الدولة الفلسطينية”.

وقال جمال عبدالرحيم إن عددا من العقوبات ينتظر هالة مصطفى منها لفت النظر والغرامة والوقف عن العمل مدة لا تزيد على عام وكذلك الشطب من جدول المقيدين بالنقابة.

فيما طالب أنور الهوارى، رئيس تحرير مجلة الأهرام الاقتصادي، بفصل هالة فورا من العمل بالمؤسسة وتلجأ إلى القضاء إن أرادت العودة للعمل مرة أخرى.

المصدر: صحيفة الشروق ، الراى الكويتية ، مصراوى