محمود الدنعو

عودة مصر إلى أفريقيا


[JUSTIFY]
عودة مصر إلى أفريقيا

فى خطاب التنصيب أكد الرئيس المصري المنتخب حديثا، عبد الفتاح السيسي ضرورة الانفتاح المصري تجاه القارة الأفريقية، مذكرا الأفارقة بماضي مصر الداعم لحركات التحرر من الاستعمار الغربي، فضلا عن رسائل الطمأنينة بأن موضع سد النهضة لن يكون محلا للنزاع رغم تأكيده أنه إذا كان السد يمثل التنمية لأثيوبيا، فإن النيل يمثل الحياة لمصر، وهي رسالة تتضمن الكثير من الإشارات وتحتمل الكثير من التفسيرات، بما فيها التهديد المبطن، ولكن الحضور الأفريقي المميز في حفل التنصيب وفي خطاب السيسي منح العلاقات المصرية الأفريقية التي مرت بفترات فتور عصيبة زخما جديدا في أن تعود أكثر دفئا في مقبل الأيام، وكان الاتحاد الأفريقي قد جمّد عضوية مصر بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وهو ما يناقض أدبيات الاتحاد الأفريقي الذي لا يعترف بالانقلابات العسكرية أو الانتقالات القسرية للسلطة، فهو فقط يعترف بالسلطة التي تأتي عبر الانتخابات الحرة والنزيهة وعقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز بها السيسي وراقبها الاتحاد الأفريقي وأقر بنزاهتها، وبعد إعلان الرئيس المصري الجديد ملامح سياسته الخارجية تجاه أفريقيا التي قال إنها ستكون منفتحة جدا، وستعتمد مصر في علاقاتها مع جيرانها الأفارقة على التعاون والتآخي، دون التدخل في شؤون أحد، قائلا: علاقاتنا مع الأشقاء الأفارقة يجب أن تكون لائقة، كما كانت في فترة الخمسينات والستينات.
السيسي الذي يرى الكثير من المصريين ممن صوتوا له في الانتخابات الأخيرة أنه يمضي على خطى الزعيم جمال عبد الناصر الذي يكن له الأفارقة جليل الاحترام والتقدير لمناصرتهم في ثوراتهم ضد المستعمر، باتت عودة مصر إلى الحضن الأفريقي في عهده مسألة وقت وإجراءات ليس إلا، فالعديد من الدول الأفريقية ترغب في عودة مصر إلى موقعها في القارة. حيث أوصت لجنة حكماء أفريقيا المعنية بمصر إنهاء تجميد عضوية القاهرة في الاتحاد الأفريقي، جاء ذلك في تقرير قدمته اللجنة إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، في ختام اجتماعاتها التي استغرقت ثلاثة أيام، وفق مصدر مطلع تحدث لوكالة (الأناضول) شريطة عدم ذكر اسمه.. وقال المصدر إن التقرير يتضمن توصيات بعودة مصر للاتحاد الأفريقي، ويبقى الخلاف فقط في الجهة التي تتخذ القرار، وهل يكون على مستوى سفراء مجلس السلم والأمن الأفريقي، أم قمة دول المجلس.؟
إذن بات ظهور السيسي في قمة الرؤساء الأفارقة وشيكا، خصوصا حال اُتخذ القرار من قبل السفراء وهو ما يعني عمليا مشاركة السيسي في القمة الأفريقية المقبلة والمقررة في غينيا الاستوائية يوم 26 يونيو الجاري.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي