منى سلمان

نسوان قادرات

[ALIGN=CENTER]نسوان قادرات[/ALIGN] عندما توصف إحداهن بأنها (مره قادرة)، فهذا الوصف لا يندرج تحت باب (الشكر) بأي حال من الأحوال، كما يحدث عندما نصف الرجل بأنه (قادر) لأننا هنا نقصد الثناء عليه كما في أغنية الحماسة التي تقول:
(حجر الصاقعة البخوي .. حقيقة القادر بسوي)
ومثلها أغنية البنات التي حورتها قسمة في زواج إحدى صديقاتي:
عينيّا يا عيني أنا .. عينيّا سمحة المقدرة
عينيّا يا بت الملوك .. عينيّا ده (ابراهيم) أبوك
لأن والد صديقتي ابراهيم يعقوب – عليه الرحمة – كان واحدا من رجالات المال والأعمال القادرين.
ولأمي مثل تقوله عندما تسمع عن مجايب فلان من الناس وبأنه جاب وسوّى، فتعبر عن اعجابها بـ (كدي جيد لي .. مقدرة وحديث ذاوات) وفي نفس المعنى تقول أيضا (سمح اللقا متين ما إتلقا) .. عشان مافي زول يعلّني ويقول ما فاهم المثل ده معناهو (الخير والرزق الوفير متى ما أصاب صاحبه فهو سمح .. خير وبركة)!!
إذن فالقدرة عند الرجال هي الإستطاعة، سواء أن كانت هذه الإستطاعة عبارة عن إستطاعة مالية أو بدنية أو سلطوية ففي كل من وجوه تلك الإستطاعة شكرة للرجل ..
ولكن بالمقابل (قدرة النسوان) أقرب للمنقصة وكثيرا ما تندرج تحت بند السباب العلني الذي يعاقب عليه القانون، فـ عندما نقول (مرة قادرة) نقصد أنها (تجرؤ) على فعل مالا تجرؤ غيرها من النساء على فعله، أمّا حياءا وتأدبا أو خشية من رقابة المجتمع والقيل والقال، وبذلك يكون اعراب (قادرة) هنا في محل نبذة مستترة تقديرها (مرة قاهرة) ..
أما عندما نقول (مرة متقدّرة) فهذا الوصف أيضا يندرج تحت باب من أبواب الذم، لأن المتقدّرة هنا تعادل (المتفلهمة) أو (الكوبّارة) وهي التي تعاني من داء الشوفونية وتحاول أن تتباهى بقدرتها المالية ومكانتها الإجتماعية، ويمكن وصف المرأة التي تدعي مقدرتها على فعل مالا طاقة لها به وتدخل نفسها في أمرا ضيّق .. بـ مرة متشبّرة أو مرة متقدّرة ..
كذلك يطلق وصف (القادرة) على المراة الظالمة والمفترية أو الشرانية العدوانية التي لا تخاف ولا تتورع عن ايذاء من يعترض طريقها ويهدد مصالحها .. فـ زوجة المدير العام (القادرة) هي التي تستغل صلاحيات (مرة المدير)، في تجنيد كل (الإسطاف) لمراقبة حركات السكرتيرة وتحركاتها التكتيكية للإيقاع بـ حضرتو في حبائلها، كذلك لا تتوانى عن استغلال سيارة المصلحة في دواحة الأسواق ثلاثية الأضلع (سوق ليبيا) و(سعد قشرة) و(شعبي الخرطوم)، بنفس جرأتها على استغلال معرفة السواق بدروب ومظان (أخصائي الكتابة والعراقة) .. (العراقة) هي استعمال عروق السحر للطب والربط .. وفلان مطبوب يعني عاملين ليهو عمل .. أها قصرتا ؟!!
*جمعت الصداقة وسنوات من العشرة بين (عبد الرؤوف) وصديقه (مضوي)، كما جمعت بين زوجتيهما (انعام) زوجة الأول المسكينة وقليلة الحيلة، و(محاسن) زوجة الثاني التي تحمل صفاتا عكس صفات صاحبتها ..
وكان كل من الصديقين يتبوأ منصب المدير في شركة من شركات القطاع الخاص، وبما ان (عبد الرؤوف) كان قليبو رهيف فقد تمكنت سكرتيرته من اصطياده من قولة (تيت) قبل أن تكمل شهرها الرابع و(تثبت) في وظيفتها، ولم تجد (انعام) المسكينة (صرفة) سوى الاستسلام للنصيب وقسمتها التي قسمت إلي قسمين، ولكن القدر أن تنطبّق حكمة (ان القرين بالمقارن يقتدي) على الصديقين، بعد أن شرع (مضوي) في اجراءات زواجه من سكرتيرته هو أيضا (اقتداء) بصديقه الحميم، رغم ما عرف عنه من كبرة القلب والخوف الشديد من زوجته (محاسن)، والتي سمعت بـ (الخبر) لسوء الحظ قبل شروعه في جريمة التطبيق فـ …. جاطت عليهو الحكاية .. ولم تكتفي بذلك بل سعت لتنسيق الجهود بين جبهتي القتال، بعد أن قامت بتحريش صاحبتها (إنعام) وحفزتها لمقاومة احتلال السكرتيرة الغاشم لأراضيها، واتفقت الإثنان على الاستعانة بسلاح مدفعية (الاذية) لرد العدوان !!
دخل (عبد الرؤوف) ثائرا على مكتب (مضوي) وقال قبل أن يلقي إليه بالتحية:
هوووي يا مضوي .. مرتك دي دايرة تخرب العامرة بيناتنا من سنين ؟
وقف (مضوي) ودعى صديقه لأن (يبرد نفسو) ويشرح له السبب في ثورته، فسأله (عبد الرؤوف):
أولا .. أنت عارف مرتك هسي وين؟
– أيوه .. رسلتا ليها السواق من قبيل الصباح قالت عندها مشوار عزاء
ضحك (عبد الرؤوف) في سخرية ثم حكى له .. كيف حضرت (محاسن) لزيارتهم واصطحبت معها زوجته (انعام) في مشوار، كما بررت له بتلعثم عندما فوجئت بوجوده في البيت لتأخره في الخروج للمكتب .. وكيف أن الفأر لعب في عب (عبد الرؤوف)، فركب عربته وتبع بها من بعيد عربة صديقه التي حملت زوجتيهما، حتى وصلت لـ (الحاج يوسف) وتوقفت أمام بيت (زبالة) متهالك في طرف الحي، حيث نزلت الاثنتان وتلبدتا حتى دخلتا واغلق الباب خلفهم .. قال (عبد الرؤوف) لـ (مضوي):
هديلك خليتم قاعدات في بيت فكي في الحاج يوسف ! اوع بالك مرتك دي دايرة تسقط حجرنا نحنا الاتنين !!
تحير (مضوي) وهز رأسه عدة مرات في عجز وقلة حيلة ثم قال في تسليم:
انت حا تقول لي .. دي قادرة وبتسويها !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫6 تعليقات

  1. اختي المنينه بت عشه ام الرير اكيد اكيد انت عمالة عمل لاخي (سيد الاسم) علشان كده ما بقول حاجة

  2. لك التحيه وحقيقة ان انسوان بعضهن وليس كلهن مهوسات بهذه لاشياء التافه التى لارجاء منها ولا يحكمن عقلهن

  3. تسلمي مني سلمان
    والله يكفيناشر المره القادره
    والله موضوع شيق …اوعليك الله
    سرعي جيبي الباقي نشوف
    والله ادي الوالده الصحه والعافيه ((مقدرة وحديث ذاوات));) 😉

  4. ههه والله الله قال بقولهم كان شنو عليهم الحرب بتاعة الفككة دى حتلحقهك ليك امات طه قبل ما يتهنو بالعرس( )

  5. شكراً على الإتحاف…!
    إنتي رائعة دائماً…!!
    متعك الله بالصحة والعافية يارب….
    ودمتي ياست الصحافة وأم البنفسج