محمود الدنعو

إيران هي المستفيدة

[JUSTIFY]
إيران هي المستفيدة

تحدثنا بالأمس عن أحد تجليات الأزمة العراقية الراهنة، وهو مأزق الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ولكن يبدو أن أزمة أوباما في العراق تتجاوز قرار التدخل العسكري من عدمه، إلى إمكانية نشوء تحالف بين طهران وواشنطون بشأن التعامل مع الأزمة العراقية الراهنة التي تهدد بشكل مباشر مصالح البلدين في العراق.

وأمس كشف مسؤول أمريكي أن إدارة أوباما تفكر في إجراء محادثات مع إيران بشأن الوضع في العراق، وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أفادت أمس الأول أن محاثات مباشرة ستجري قريبا بين الولايات المتحدة وإيران للاتفاق على كيفية التعاون بينهما لدعم العراق في مواجهة الهجوم الواسع النطاق الذي يشنه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن المباحثات الأمريكية الإيرانية قد تجري على هامش المفاوضات التي انطلقت في فيينا أمس الإثنين حول الملف النووي الإيراني والتي يشارك فيها مساعد وزير الخارجية الأمريكي بيل بيرنز.

في حال جرت هذه المفاوضات في السر أو العلن بين الخصمين السابقين، فإن المستفيد هو إيران التي ستتحول إلى حليف لواشنطون، وبثمن باهظ، هو تسليمها العراق مقابل محاربة (داعش)، ولتعيد واشنطون أخطاءها بالعراق فهي التي سلمته لإيران عقب الغزو عندما مكنت السياسيين المواليين لإيران وعلى رأسهم المالكي من حكم العراق دون أن تتدخل واشطنون كسلطة احتلال في الحفاظ على التوازن الطائفي والإثني في السلطة بين السنة والشيعة والأكراد.

إيران استبقت الخطوة الأمريكية بعرض نفسها كلاعب إقليمي مهم عندما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم السبت أن بلاده مستعدة لمساعدة بغداد بدون أن تتدخل عسكريا، وقال “إذا رأينا أن الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الإرهابية، فعندئذ يمكننا التفكير (في تعاون) لكننا حتى الآن لم نر أي تحرك من جانبها”.

الضغوطات التي تواجهها إدارة أوباما داخليا بضرورة التحرك الجاد ليس فقط لإنقاذ المالكي الذي يبدو أن إدارة إوباما غير راضية عن سياسته منذ فترة، ولكن من أجل قطع الطريق أمام (داعش) والعشائر السنية من الوصول إلى بغداد، في سبيل تحقيق ذلك الهدف الإستراتيجي للسياسية الخارجية الأمريكية وللأمن القومي الأمريكي ذلك يمكن لواشنطون أن تتحالف مع إيران رغم الاعتراضات الخليجية والأوروبية، حيث ألمحت إلمانيا إلى ذلك من خلال التحذير الذي أطلقه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأحد من أن النزاع الدامي في العراق قد يتحول بسرعة إلى (حرب إقليمية بالوكالة). ودعا الوزير، في حديث لصحيفة (دي فيلت أم زونتاغ)، تركيا والدول الخليجية للمساهمة في استقرار العراق.
[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي