عالمية

الرئيس اللبناني: لا دور سوريا او ايرانيا سلبيا في لبنان

بيروت (رويترز) – قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان انه لا يعتقد ان هناك اي دور سوري او ايراني سلبي في عرقلة تشكيل حكومة لبنانية جديدة على مدى ثلاثة اشهر.

وكان الرئيس ميشال سليمان اعاد تكليف الزعيم السني سعد الحريري هذا الشهر بتشكيل الحكومة بعد ان اختاره اغلبية النواب للمرة الثانية منذ يونيو حزيران. واعتذر رجل الاعمال والملياردير في المرة الاولى عن تشكيل الحكومة والقى باللوم على منافسيه في اخفاقه في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الفرقاء المتنافسين في لبنان.

ويعزو سياسيون فشل محاولة الحريري الاولى الى توتر العلاقات بين سوريا والسعودية المتنافستين ولهما تأثير كبير في لبنان. والسعودية من أكبر داعمي تحالف الحريري فيما تحتفظ سوريا بعلاقات وثيقة مع حزب الله وحركة امل.

وقال سليمان في مقابلة نشرتها جريدة الحياة الصادرة في لندن يوم الاحد ان “السوريين ليست لديهم النية بالعرقلة ابدا كما ليست لديهم النية بالتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية لان طبيعة العلاقات بيننا وبين السوريين اصبحت مبنية على الثقة اكثر ونحن بحاجة لاثبات جدارتنا في تشكيل الحكومة.”

وردا على سؤال حول وجود دور سوري او ايراني في الوضع اللبناني الراهن قال سليمان “سلبيا.. لا اعتقد” مضيفا ان “اصعب شيء في تأليف الحكومة كان الاتفاق السياسي على حكومة الوحدة الوطنية. وهذا تم. اذاً لو أرادت هذه الدول عرقلة هذا الامر لكانت تدخلت لمنعه. ولكن تم الاتفاق على اطار سياسي لحكومة الشراكة او حكومة الوحدة الوطنية.”

وكان الفرقاء المتنافسون توصلوا الى اتفاق اثناء الجولة الاولى من مشاورات تشكيل الحكومة يقضي بتوزيع المقاعد بين الفصائل المتنافسة في مجلس وزراء مكون من 30 وزيرا بحيث يحصل التحالف المناهض لسوريا بزعامة الحريري على 15 مقعدا والمعارضة التي تضم حزب الله وحلفاءه على عشرة مقاعد والرئيس سليمان على خمسة مقاعد. ويقول حزب الله وحلفاؤه ان الحريري يتعين عليه ان يلتزم بهذا الاتفاق لكن رئيس الوزراء المكلف لم يدل برأيه بشأن الاتفاق السابق.

واشار سليمان في المقابلة التي اجريت في نيويورك حيث القى كلمة لبنان امام الجمعية العامة للامم المتحدة الى ان “الخلاف في لبنان اصبح على تفاصيل توزيع الحقائب والاسماء. لا أتوقع ان تتدخل الدول (الاجنبية) في هذه التفاصيل أو انها تعلم تحديدا ما هي هذه التفاصيل وما اهميتها.”

واكد سليمان ان ازمة تشكيل الحكومة في لبنان هي “مشكلة لبنانية حصرا” مرجعا الامر الى ان” لبنان لم يشكل حكومة بارادة داخلية محضة وباستقلال تام منذ ثلاثين سنة.”

وسيطرت سوريا على لبنان حتى عام 2005 حين اضطرت الى الانسحاب تحت ضغط دولي عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري منهية نحو ثلاثة عقود من وجودها العسكري في البلاد.

واثار وصول سعد الحريري الى طريق مسدود المخاوف من امكانية حدوث ازمة مطولة تشكل خطرا على الاستقرار النسبي الذي تمتع به لبنان هذا العام. فقد عانت البلاد ازمات سياسية واعمال عنف في الشوارع وسلسلة اغتيالات منذ مقتل الحريري والد سعد الحريري.

وقاد الزعيم السني الحريري الابن تحالفا من الجماعات المناهضة لسوريا الى الفوز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من يونيو حزيران والحق هزيمة بالتحالف المنافس الذي يضم حزب الله وحركة امل الشيعيتين.