الشباب في كينيا
يبدو أن حركة الشباب الصومالية نقل نشاطها رسميا إلى كينيا المجاورة التي أصبحت هدفا للحركة منذ أكتوبر من العام 2011 عندما أرسلت كينيا قوات الصومال، وفي محاولة منها لإرغام نيروبي على سحب قواتها من الصومال دشنت الحركة فصلا جديدا من الاستهداف بضرب المصالح الاقتصادية.
وبعد الهجوم الذي نفذته الحركة في قلب العاصمة الكينية نيروبي ضد مركز (وست غيت) للتسوق والذي راح ضحيته أكثر من ستين قتيلا، عادت الحركة مجددا هذا الأسبوع لتعلن عن نفسها من خلال الاعتداء على مدينة (مبيكيتوني) الساحلية ومهاجمة مركز للشرطة وفنادق ومبان حكومية ثم بدء إطلاق النار على المدنيين بشكل عشوائي، ما أدى إلى مقتل 48 قتيلا وجرح آخرين.
الاعتداء على مدينة مدينة (مبيكيتوني) الساحلية تم يوم أمس الأول الإثنين ويوم أمس الثلاثاء داهمت قوات الحركة قرية بوروموكو القريبة من مبيكيتوني ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص، هذا مؤشر على مدى الجرأة والقوة اللتين باتت تتحلى بهما عناصر الحركة في توغلها داخل الأراضي الكينية وتنفيذ هذه الهجمات ما يشكل تحديا أمنيا واستخباريا كبيرا للأجهزة الأمنية الكينية التي ظلت لسنوات تنخرط في تمرينات مشتركة مع القوات الأمريكية في إطار الحرب الكونية على الإرهاب التي تتزعمها واشنطون.
وبعد هجوم وست غيت الذي شكل قمة التصعيد وقرع أجراس الخطر شرعت الحومة الكينية في سلسلة إجراءات احترازية منها حملة لتجفيف منابع الحركة في كينيا من خلال ترحيل نحو 300 صومالي من الأراضي الكينية منذ بدأ الحملة في أبريل الماضي، في محاولة لتقليل المخاطر، ولكن الإجراءات تركزت بشكل أساس حول حماية العاصمة نيروبي بينما الاعتداء الأخير جاء في منطقة حدودية مع الصومال ما يشير إلى عدم قدرة كينيا على ضبط الحدود وبات من الواضح أن الإجراءات الأمنية التي تلت اعتداءات ويست غيت لم تحل تلك الإجراءات دون استمرار نشاط الشباب في كينيا الذي يأتي انتقاما وعقابا للحكومة الكينية بإرسالها قوات إلى الصومال لمحاربة الإرهاب.
التطور الأخطر بالهجوم على مبيكيتوني الساحلية هو استهداف الحركة ضرب الاقتصاد الكيني، حيث أعلنت الحركة أن كينيا (منطقة حرب)، وطالبت السياح بمغادرة البلاد أو البقاء على مسؤوليتهم الخاصة.
واستهداف قطاع السياحة يشكل تهديدا حقيقيا لحياة في كينيا التي تعتمد على السياحة في جلب العملات الحرة، والمناطق المستهدفة في الهجوم الأخير من أهم المواقع السياحية حيث تقع مبيكيتوني إلى الشمال من ميناء مومباسا وبالقرب من جزيرة لامو التاريخية التي كان التجار العرب يستخدمونها كميناء في القرن الرابع عشر والتي تزخر بالسائحين.
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي