محمود الدنعو

كأس العالم.. متعة وتفجيرات


[JUSTIFY]
كأس العالم.. متعة وتفجيرات

مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تجري هذه الأيام بملاعب البرازيل موسم للفرجة على المواهب الكروية والخطط والتكتيك الكروي رفيع المستوى، فضلا عن التفاعل الجماهيري من المدرجات، فقد تابع العالم تفاعل المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل مع كل هدف من أهداف الماكينات الألمانية الأربع التي سحقت بها رفاق الدون كرستيانو رونالدو، وكذلك نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي لم يتمكن لأسباب أمنية من مشاهدة هدف بلاده الأول في شباك النجوم السوداء التي استقبلت خامس أسرع هدف في العالم بعد 29 ثانية من بداية المباراة بقدم كلينت ديمبسي، لكن نائب الرئيس الأمريكي حصل على لقاء لاعبي بلاده بغرف تبديل الملابس لتهنئتهم بالفوز على غانا بهدفين مقابل هدف.

العديد من الرؤساء خلعوا الأزياء الرسمية وارتدوا قمصان فرقهم الوطنية وجلسوا على على المدرجات يشجعون منتخباتهم، فالحدث ليس رياضيا خالصا، فقد أصحبت كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في العالم، حياة بكاملها دخلت في السياسية والاقتصاد والثقافة، وأصبحت البطولات الكبرى مثل كأس العالم موئلا لمختلف أصحاب الحاجات، فحتى الدعاة يجدون فيها موسما ناجعا، وقد دخل الإسلام خلال بداية منافسات كأس العالم الحالية أكثر من ستة من المشجعين وسيرتفع العدد مع استمرار المنافسة.

وبينما نجد أن الذين دخلوا الإسلام في هذا المحفل الدولي متأثرين بقيم وسلوك المسلمين الذين يمثلون سفراء الأمة في هذا التجمع.. يدور جدل في إيران في أوساط المرجعيات الدينية والسياسية حول مظهر بعض المشجعات الإيرانيات اللائي حضرن لمؤازرة منتخب بلادهن، هذا المحفل الكروي العالمي أصبح مناسبة كذلك للمجموعات الإرهاربية المتشددة للإعلان عن نفسها حتى وإن كان عبر عشرات الضحايا من الأفارقة البائسين المحرومين من متعة المتابعة إلا عبر أندية المشاهدة العامة في بلاد تعاني نقص الكهرباء في بعضها وارتفاع كلفة الحصول على تصريح المشاهدة التلفزيونية التي باتت تحتكرها بعض القنوات بالاتفاق مع الفيفا لتحرم الكثير من فقراء العالم من متعة مشاهدة مباريات كأس العالم، ولكن إذا كانت المعاناة مادية فقط فهذا مقدور عليه، فعشاق هذه اللعبة الساحرة يمكنهم الادخار حتى من قوتهم لتوفير حق المشاهدة لتسعين دقيقة من السحر الحلال، ولكن الأخطر في أفريقيا هو نشاط المجموعات المتشددة في هذه المناسبات، فبعد كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا الذي راح ضحيته أكثر من سبعين متفرجا في أحد أندية كمبالا الليلية لمتابعة المباريات والذي تبنته حركة الشباب الإسلامية في الصومال، عادت “بوكو حرام” بتفجيرات جديدة في شمال نيجيريا.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي