شكر الله يواصل (السقوط المريع)
لن أستغرب على الإطلاق، إن أقدمت إحدى الفتيات السودانيات على تحريك دعوة قضائية ضد -مدعي الفن- الشاب شكر الله عز الدين، تتهمه فيها بـ(إشانة السمعة)، وذلك بعد أن قام (بكامل وعيه) بترديد أغنية تحمل اسم (ناس الخطف)، تلك الأغنية التي قام من خلالها بـ(ركل) المجتمع السوداني والفتاة السودانية وصوَّرهما بطريقة مسيئة للغاية و(مبتذلة) جداً.
من قال لشكر الله إن الفتاة السودانية وصلت اليوم إلى تلك المرحلة (الشاذة) من الخيانة حتى تصبح (محتاجة لي خزنة) لكي يحافظ عليها الرجل؟.. ومن هدى ذلك الشاب (المحبط فنياً) إلى الإقدام على (الانتحار الفني) من خلال أداء تلك الأغنية التي تحمل كل مضامين القبح والسوء.
كنت أتمنى من شكر الله قبل أن يطلق تلك الأغنية (الساقطة) في كل شيء-حتى في اللحن- أن يتريث قليلاً وأن يعلم أن نساء وفتيات السودان من (أشرف نواعم الدنيا)، وكنت أتمنى ألا يصبغ ذلك الشاب (تجاربه الشخصية المريرة) ضمن منظومة المجتمع الكلية، فهو بذلك جنى على مجتمع كامل تمثل فيه المرأة القلب النابض والشريك الأساسي.
أقسم بالله العظيم أنني لم اصدِّق أذنيّ وأنا أستمع لتلك الأغنية، وظللت لدقائق مذهولاً من كلماتها التي تدور معظمها حول صعوبة حفاظ الحبيب على محبوبته من (ناس الخطف)، وقلت لصديق لي بأن هذه الأغنية من المستحيل أن تكون موجودة في أي المواقع الإلكترونية، وأنها مجرد (أغنية دكاكينية) ليس إلا، لكن صديقي فاجأني وقام بعرضها لي على موقع اليوتيوب، لأتأكد في تلك اللحظة فقط إلى أين وصل فننا السوداني وإلى أين وصلت قيمنا ومبادئنا السودانية التي نعتز ونفاخر بها وسط كل دول العالم.
لن يجد أي شخص العذر لذلك الفنان (المحبط فنياً) فيما اقترفت حنجرته بحق فتيات ونساء السودان وهو يؤكد أنهن بتن بحاجة ماسة لـ(خزنة) اتقاء لشر الخيانة وتفادياً لمن سماهم بـ(ناس الخطف)، وفي هذا أيضاً إساءة بالغة لكل رجل سوداني وكل شاب كذلك.
أصابعي على الكيبورد في هذه اللحظة ذهبت لمخاطبة الجهات المسؤولة عن الثقافة والفنون في البلاد، ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، لأن أصابعي نفسها أصابها الملل والاستياء من كثرة تجوالها على أحرف تلك الجهات المسؤولة دون أي نتيجة إيجابية تذكر، لذلك فإنني سأخاطب هذه المرة وجدان المجتمع السوداني، وسأطالبه بأن لا يفتح أبواب قلبه ولا (مناسباته) لمثل أولئك من (أشباه المغنين)، وأن يعمل بشكل سريع على محاربتهم ولفظهم خارج منظومته، طالما أن الأمر وصل إلى الإساءة إلى المجتمع نفسه.
جدعة:
على -مدعي الفن- شكر الله عز الدين وشركائه في تلك الأغنية (الساقطة) أن يعلم أن الفتاة السودانية لا تحتاج لحصار أو لـ(خزنة) للحفاظ عليها، فهي واعية بما يكفي ومحترمة كذلك بالقدر الذي يجعلها تفرق بين الخطأ والصواب، وبين العيب والحرام، وعلى شكر الله أن يعلم كذلك أن الشاب والرجل السوداني يحمل من قيم الشهامة والمروءة و(الضكرنة) ما يجعله زاهداً في النظر لما لا يمتلكه، وإذا حكم شكر الله على المجتمع بأكمله في تلك الأغنية من مجرد (نموذجين أو ثلاثة) فستكون هي تلك الكارثة الأكبر والعياذ بالله، وقبل كل هذا (من هو شكر الله أصلاً ليحكم على المجتمع)؟.
شربكة أخيرة:
عذراً لكل القراء على إفرادي مساحة هذا المقال بأكمله -لذلك المدعي للفن- والذي أجزم بأنه قام بإطلاق تلك الأغنية من أجل جذب الانتباه ولفت الأنظار، لكنه لم يكن يعلم بأنه فتح على نفسه هذه المرة (أبواب جهنم)، تلك الأبواب التي نتمنى -وللمرة الأخيرة- أن تسارع الكيانات المسؤولة عن الفنون والثقافة بإغلاقها، وذلك باسترداد كرامة كل فتاة سودانية وكل شاب سوداني مسَّته كلمات تلك الأغنية (المبتذلة والساقطة) ولحنها (الحبشي الأبله الراقص).. و(لنا عودة مرة أخرى.. فقط انتظرونا).
[/JUSTIFY]
الشربكا يحلها – احمد دندش
صحيفة السوداني
مييييييييييييييييييييييين شكرالله