حوارات ولقاءات

الأستاذ أتيم قرنق: لام أكول انفصالي .. فمتى غيَّر رأيه؟ ومشاكلنا القبلية ليست جديدة بل الجديد فيها انتشار السلاح


إن المراقب للحركة الشعبية ونشاطها السياسي يلحظ أن هنالك أزمة داخلية كبيرة تمر بها عقب انسلاخ د. لام أكول والذي مثل صدمة كبيرة لها رغم نفيها المتكرر وبدأ ذلك أيضاً واضحاً في تصريحات قادتها المتضاربة وغير المتسقة بشأن الكثير من الملفات التي يفترض أن تكون هماً قومياً مشتركاً وجاء طلب الأمين العام للحركة الشعبية الأستاذ باقان أموم للكونغرس بعدم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير حيث تحفظ الشريك الآخر وصدرت عنه تصريحات مشوبة بالشك ونار الغضب لكون العلاقة مع أمريكا بدأت فيها بوادر انفتاح وصفحة جديدة مع الإدارة الحالية.. هذا الى جانب ملفات علاقة الشريكين، والعلاقة مع أمريكا ، والمستقبل مابين الوحدة والانفصال ، والمذابح الدامية التي ضربت جنوب البلاد على خلفية المشاكل القبلية ، الى جانب المسئوليات الكبيرة الملقاة على عاتق حكومة الجنوب . وللوقوف على المعالجات التى اتخذتها حكومة الجنوب حيال تلك الملفات الشائكة كان لنا في المركز السوداني للخدمات الصحفية هذا الحوار مع نائب رئيس المجلس الوطني والقيادي البارز في الحركة الشعبية الأستاذ أتيم قرنق.فإلى مضابط الحوار
* بداية أستاذ أتيم .. توقع الكثيرون ان يكون رد فعلكم قويا تجاه انشقاق دكتور لام أكول عنكم وتكوينه لحزب خاص به ولكن أن تصل الأمور لدرجة التهديد بالتصفيه والاعتقال لبعض كوادره وأنتم تنادون بالديمقراطية فهذا مالم يكن متوقعاً حيث يرى البعض بصحة ما ذهب إليه لام أكول بأن الحركة غير ديمقراطية؟
– من أين حصلتم على هذه المعلومات، تردد ذلك في وسائل الإعلام، وهل وسائل الإعلام صادقة؟ وممكن لأي إنسان أن يتخيل شيء ما يحدث في بيته ليأتي ويكتبه في صحيفة فأعتقد لذلك أن هنالك تسيب في المعلومات وفيما يكتب ابتداءً من الانتباهة وانتهاءً بأي صحيفة أخرى وبالتالي ليس هنالك دليل ، و لماذا بالذات كوادر لأم أكول؟ فهنالك أحزاب عديدة في السودان ولذا نحن من دعاة الديمقراطية قبل انضمام لام أكول للحركة والتي تكونت في عام 1983م وأنضم لنا لام أكول بعد ثلاثة أعوام أي في عام 1986م ووجد من مبادئنا أنه ولكي يستقر السودان ويتوحد كان لابد من مبادئ معينة من بينها لا مركزية الحكم وأن هذه اللامركزية لا يمكن أن تكون مستدامة ما لم يكن هنالك تعددية حزبية سياسية بمعنى آخر ان هنالك ديمقراطية في الممارسة السياسية وفي التبادل السلمي للسلطة فكيف يكون شخص آخر أو لام أكول حزباً آخر ضد هذه التعديدية.
* هل تقصد أنها مجرد اتهامات لا صحة لها؟
– نعم هذا تشويه لنا وهي حملة تقوم بها صحيفة الانتباهة وبعض الأحزاب وقد اتخذ آخرون شعارهم في معاداة الحركة الشعبية فهل أنت مثلاً سمعت في الدنيا ان حزب جديد يقوم من أجل أن يكون ضد حزب آخر ولذا في تقديري أنه لا يمكن أن يقام حزب من أجل أن يكون برنامجه اليومي و 80% من خطته موجهة ضد حزب آخر والمعروف أن اى حزب يمكن يقوم بسحب البساط من حزب الآخر بأن يتوجه للشعب ببرنامج تنموي وليس حملة ضد الآخرين ولكن إذا كان الآخرين يودون ممارسة الحملة التي مورست ضد الحركة الشعبية منذ 2005م والتي طالت الحركة الشعبية والجيش الشعبي وحكومة الجنوب وقياداتها، فأنا لا استغرب أن يحاول هؤلاء الناس تشويه صورة الحركة الشعبية ولكن أين كانت هذه الاعتقالات ومتى تمت وفي أي بقعة من السودان وفي أي الولايات وما هو تاريخها ومن هم بالأسماء ولذا فالعموميات تضر الناس ولكن يفترض أن يكون الناس محددين فلان الفلاني وكذا في يوم كذا ولكن المواطن السوداني إذا كان ينتمي لحزب أو لا فقد تكون لديه قضايا أخرى في التجارة أو الحياة العادية ويذهب للمحاكم وغيرها وهي ذات الحقوق العادية ولكن أنا متأكد أن الحركة الشعبية ليس من بين مبادئها إذلال الآخرين لأننا نحن ثرنا في الأساس ضد الإذلال.
* ولكن يرى البعض رغم ما قلت أن الحركة الشعبية فشلت في إدارتها لحكومتها ولا زال الإنسان فى الجنوب لا يأمن على نفسه وما له في شوارع كبريات المدن بالجنوب فأين الحكومة هناك وما هي أسباب التفلتات الأمنية إذ أن هنالك مذابح شبه يومية؟
– مقاطعاً: اسمع في الخرطوم يذبح حتى تجار الذهب والصحفى المرحوم محمد طه ذبح في قلب عاصمة البلاد فالجريمة تقع في أي منطقة وهي موجودة في كل مكان وهناك عمليات نهب في أنحاء السودان وحتى داخل الخرطوم يكسرون المتاجر. ولكن ما ذكرتها هي جرائم فردية ليست بالعدد المهول مثل مايحدث فى الجنوب .
* كيف يعني.؟
– أقصد أنها ليست مذابح جماعية كما يحدث هناك حيث مئات الضحايا وهنالك مبالغة في الأرقام؟ ما حدث مثلما حدث لقبائل الترجم والفلاتة فهل هذا يعني أن حكومة السودان فشلت في إدارة السودان والذي هو يتكون من أجزاء دارفور والجنوب وغيره فإذا فشل الجنوب ودارفور ألا تكون الحكومة السودانية هنا فاشلة؟ وإذا فشل الحكم في الجنوب أو في دارفور لأن هنالك حرب ، واذا كان قتل الناس يعني فشل الحكم فهذا معناه أن الحكومة السودانية فاشلة لأن هنالك حرب امتدت لحوالى 50 عاماً وبذا تكون فشلت الدولة في الجنوب وفي دارفور.
* ولكن أنتم تتولون الشأن كلية في الجنوب؟ ومن الذي قال بذلك ؟
فهناك حكومة وحدة وطنية يشارك فيها المؤتمر الوطني فنائب رئيس المجس الوطني بالجنوب مثلا من المؤتمر الوطني كما ان هناك العديد من الحقائب الوزارية بحكومة الجنوب يتولاها كوادر من المؤتمر الوطنى.
* على ضوء التطورات الحالية وانفصال لام أكول عنكم فهل تتوقعون أن يصوت الجنوبيون للانفصال أم الوحدة؟
– وماهي علاقة لام أكول بتصويت الجنوبيين للوحدة أو الانفصال نحن مبادئنا واضحة ولا نرغب في ذكرها صباح ومساء ومن يرغب في الإطلاع على مبادئنا عليه أن يقرأها ، ولذا فالدكتور لام هو صاحب المبادئ الجديدة ويمكن ان يسأل فى هذا الشأن لأنه كان انفصالي في العام 1991م فهل أصبح وحدوي الان ؟ وكيف اقتنع بذلك ولو تذكرون أحداث الناصر وانقلابه على دكتور جون قرنق الذي نادي بالوحدة بينما راى أكول أن وحدة السودان لا يمكن أن تتحقق وبالتالي نادى بوجوب أن يكون الجنوب منفصل والآن ينادي بوحدة السودان ويصفنا نحن بأننا انفصاليين فمتى صار هو وحدوياً بعد انقلاب 1991م ومتى غير رأيه ، وما هو الشيء الذي أقنعه ليكون وحدوي أكثر منا نحن الذين ظللنا ننادي بالوحدة حتى بعد أن خرج منا ليعود وينضم إلينا مجدداً من أجل وحدة السودان قبل أن يخرج مجددا ، انه يتحتم على الشعب السودانى ان يتبين جيدا من هو الصادق ومن هو غير ذلك.
* ولكن رغم الحقائق التي قلت بها وردك على ما ذهب إليه لام أكول ألا تعتقد أن انسلاخه عنكم قد نال منكم معنوياً وسياسياً أم أنه لا تأثيرله؟
– لا أبداً فكما خرج منا من قبل عام 1991م ثم عاد لنا وهو طالما خرج هو حر لأنه مواطن سوداني ومن حقه أن يكوّن له حزب سياسي ويحشد له من يحشد ولتأتي المنافسة بعد ذلك ولذا هو حر لأن الحركة الشعبية لا تعتمد على الأفراد بل على مبادئ وجون قرنق مات وهو مؤسس هذه الحركة ورغم ذلك لازالت الحركة موجودة ومستمرة لأجل المبادئ التي نؤمن بها وبالتالي خروج لأم وغيره لن يؤثر في مسيرة الحركة الشعبية.
* هل هنالك إستراتيجية لديكم للحد من المشاكل القبلية باعتبار أن السلام قد تم؟
– المشاكل القبلية ليست جديدة في السودان فقبل أيام كان أن اشتبك الرزيقات والمسيرية فهل هي جديدة ولذا فتصبح مشاكل الدينكا والتبوسا والمورلي والميونج ليست جديدة بل الجديد فيها فقط هو السلاح لأن الموارد أصلاً فيها صراع واقتصادهم متشابك ونحن كدولة سودانية لم نستطع أن نغير من هذا النمط الاقتصادي فالمشاكل ستتواصل وحتى نقلل من الصراع على موارد المياه وغيرها فلابد من نزع السلاح من أيدي الناس ليكونوا كما كانوا فى الماضى بحيث تفضى النزاعات اذا وقعت لموت واحد أو اثنين ولكن الآن في نصف ساعة يموت 50 و 60 شخص ولذا لا جديد بخلاف السلاح وهنالك تسييس للقضايا القبلية سواء في الشمال والغرب نتيجة للديكتاتورية وعندما يكون هنالك غياب للديمقراطية فالسياسيين والمتعلمون وغيرهم عندما يشعروا ان هنالك قهر سياسي يلجئوا لجماعتهم و يحاولون استخدامها وذلك القهر لا يتم إلا عندما يكون هنالك قوة وهذه القوة لا تنتج إلا عندما يكون هنالك سلاح ولذلك تلك المجموعات التي تريد أن يكون لها صوت في السلطة تقوم باستخدام السلاح سواء من خلال القبيلة أو من خلال تشكيل جبهة انتفاضة مسلحة كما هو حالياً في دارفور أو الحركة الشعبية بواسطة الجيش الشعبي وبالتالي فالوضع السياسي في البلد الخالي من الحريات السياسية والاجتماعية يؤدي إلى التكتلات القبلية ولذا فالتحول الديمقراطي جزء من حل القضية القبلية في السودان.
* على ذكر انتشار الأسلحة وسط المواطنين والتي قلت أنها تسببت في ازدياد أعداد الضحايا فما هي المبررات لاتجاهكم لكمبالا للتدريب أم أن ما ذكر غير صحيح؟
– وهل هنالك دولة تفتح مراكزها التدريبية إذ هي مراكز إستراتيجية لأي دولة فلا مصر تستطيع أن تفتح مراكزها للجيش السوداني ولا العكس ولذا هذا كلام فيه سذاجة ونوع من عدم الإدراك بإستراتيجيات الأمم فإن أراد أي جيش ليدرب جيش آخر يقوم بإرسال خبراء عسكريون من بريطانيا أو يرسل السودان ثلاثة من ضباطه للندن ثم يأخذون تدريباتهم لينقلوها للجيش هنا ولذا هذا مفهوم خاطئ وهذا جزء من الحملة المعادية للحركة و من حق الجيش الشعبي أن يتدرب في الجنوب وأي شخص يمكن يدربه وزمان أيام اتفاقية السلام كنا نريد من الجيش السوداني أن يدرب الجيش الشعبي فرفضوا فقلنا (خلاص كويس) نحن سنتدرب فالآن هم يشعرون بالندم على أساس أننا كنا صادقين ومخلصين على أساس أن البلد بلد واحد ولازم يكون تدريبنا واحد حتى لا يكون هنالك شك لأنك عندما تدرب شخص في الجنوب فستكون عالماً وملماً بأنه على نفس مستوى قتالك ولن يعاديك وستكون هنالك ثقة وكنا نريد أن يكون ذلك نقطة انطلاقة ثقة بيننا وقلنا إن مرتبات الجيش الشعبي تكون من حزينة الحكومة المركزية على أساس أنك تستطيع معرفة أعداد الناس و الآن صارت هنالك مشكلة وقالوا الآن نحن نشك في عددهم عشرين ألف أم غير ذلك وهذا موضوع شغلهم ولذلك بات الناس يبحثون عن أي شيء ليشوهوا اسم الجيش الشعبي على أساس أنه جيش بلا هوية قومية.
* وهل هذا السبب هو الذي جعلكم لا تلجئون للشمال لسد الفجوة الغذائية التي ضربت الجنوب؟
وهل الشمال يستطيع أن يقدم عون؟ إذ هو لم يستطع إسكان ضحايا الفيضانات في الخرطوم ولكن هل أنت تقصد الشمال أم الحكومة المركزية؟
* أقصد الحكومة المركزية؟
وماهو واجبها إذ هي تأخذ 50% من بترول الجنوب فلماذا؟ ومقابل ماذا فهل أنت سألت نفسك؟ الحكومة المركزية تأخذ 50% من أي بئر ينتج بترول من جنوب السودان.
* مقاطعة: ولكن هذا ما نصت عليه اتفاقية السلام؟
– ولكن هل هي جزية أم ماذا ولذا اعتقد أن هذه المبالغ تؤخذ على أساس أنه ومتى ما حدثت فجوة اقتصادية في الجنوب أو الشرق أو الغرب فالحكومة المركزية وبسرعة تستطيع أن تساعد الجزء المتضرر من الدولة ففي أمريكا مثلاً لا تتم مساءلة الحكومة الاتحادية إذا حدثت أي كارثة لأنها بمثابة الأم و ذاك ابنك مريض فهل بالضرورة يسألك لتأخذه إلى المستشفى؟
* لأن التصرف تلقائي؟
– نعم بالضبط ولذا فالشمال ليس دولة فهناك حكومة مركزية ويجب أن ما تأخذه من الـ(50%) من الجنوب متى ما حدثت كارثة ينبغي أن تمنحه ونحن لا نريد من الشمال شيئاً بل نريد من ما يؤخذ من أموالنا عندما نتضرر ولا نريده لوجه الله بل من ضرائبنا والبالغة 50% ولذا سؤالك غريب.
* هل أنتم تتوجسون من المؤتمر الوطني؟
– لا يوجد توجس ولو كنا نتوجس من المؤتمر الوطني لما جلسنا معه في طاولة المفاوضات ولا وصلنا لأربعة أعوام حتى الآن ولكن هنالك صعوبات في تنفيذ بعض البنود ولا نطلق عليه توجس لأنه إذا كان هنالك شيء سنتحدث حوله لأن التوجس هو اتجاه الشخص الخائف ونحن لا نخاف من شخص ولكن هنالك صعوبة في بعض البنود وبالتالي كوّنا آلية مع المؤتمر الوطني لكي يتم التفاهم لأن عملية تنفيذ الاتفاقية هي عبارة عن مواصلة للمحادثات التي بدأت في أبوجا واستمرت قرابة السبعة عشر عاماً.
* نلاحظ أن هنالك اعتدال في خطاب النائب الأول للرئيس الفريق سلفاكير في جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث نادي بالوحدة كما أن هنالك مرونة في تعامله مع المؤتمر الوطني في خطاباته المفتوحة في مناطق ذات وضعية خاصة فهل ذلك المؤشر سيتواصل أم أن الاستفتاء سيقطع الأمل؟
– هل المؤتمر الوطني هو المركز و على الناس الالتفاف حوله أم أنه يتعين علينا الالتقاء في منتصف الطريق وبالتالي لم أسمع سؤالك هذا سئل لرئيس الجمهورية أو علي عثمان أو دكتور نافع فلماذا سلفا يسأل عن الوحدة ولكن نحن مبادئنا موجودة وهي أهم من الكلام الذي يقال وما يتردد عبارة عن ترجمة للمبادئ التي يؤمن بها الناس وأنت تقول لي كأننا مفترض أن نخدم المؤتمر الوطني لا فنحن لا نخدمه ولا نريده أن يخدمنا بل نريد أن نخدم السودان وحتى نخدمه لابد من الالتقاء في منتصف الطريق حيث قلت لك أننا كّونا آلية مع المؤتمر الوطني لكي نطبق اتفاقية السلام بطريقة سلسلة وفي النهاية هذا هو ما يحقق الوحدة وليس الشعارات هي ما تحقق الوحدة ولو غنى سلفاكير أو أتيم قرنق للوحدة صباحاً ومساءً فلن تتحقق مالم يتم تطبيق بنود اتفاقية السلام بطريقة تنقح قانون الأمن الوطني بحيث أنك لو كنت غضبان من الحكومة تذهب في مظاهرة سلمية بدون أن يعترضك أحد أو تسجن وتتمكن من أن تكتب كلام في الجريدة بدون أن ينزعوه لك وهذا هو التحول الذي نتحدث عنه ولكن ليست القضية أن فلان قال كذا أو كذا والمهم هو هل نحن عملياً طبقنا اتفاقية السلام وهل نفذنا بنودها؟ ولذا حديث سلفا ومرونته فهذا يتعلق بالمبادئ التي يؤمن بها وهو ذات الشخص الذي يحمل ذات المبادئ ويصبح هنالك شخص يصحو فجأة ليقول أن هنالك شخص جديد ولكن الشخص الذي يقيّم ذلك يكون عنده كابوس ولذلك لابد أن يكون التقديم لديه أركان يستند عليها.
* ما تعليقك على طلب باقان أموم الأمين العام للحركة حيث طلب من الكونغرس عدم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب رغم أنكم شركاء وقلت أنكم تعملون لأجل مصلحة السودان ألا يحدث ذلك الطلب شرخاً في الجدار العام؟
– لابد وأن نكون واقعيين وملمين بالسياسة الأمريكية فالأمريكان وسياستهم الخارجية لا يمكن أن يؤثر فيها أفراد سواء أن كان باقان أو نافع أو سلفا أو علي عثمان وغيرهم فأن قرروا رفع العقوبات عن السودان، فطالما سيعلمون أن رفع هذه العقوبات فيها مصلحتهم فأنهم سيرفعونها ولذلك هم ليسوا ديكتاتوريين وسؤالك هذا نابع من الفكر الشمولي ولذا حُلل حديث باقان على أساس الشمولية وكأن لديه سحر على القرار الأمريكي ويقول لأمريكا لا ترفعي العقوبات عن السودان فتقول أمريكا جداً فهل يُعقل هذا؟ وان لم يكن من بين سياستهم رفع هذه العقوبات لن يرفعوها سواء أن كان باقان أو الرئيس مبارك أو البشير لن يرفعوها وإذا أرادوا رفع هذه العقوبات وأراد ملك السعودية والكويت وغيرهم ممن لهم وزن وصداقة مع أمريكا أن لا ترفعوها فسيرفعوها لو أرادوا ذلك فالسياسة الأمريكية ليست مرتبطة بأفراد وحتى رئيسهم فصحيح له الفيتو في النهاية ولكن التخطيط تقوم به جهات معينة وهنالك مؤسسية وليس مثلما نحن فيه الآن ومزاج الأفراد حيث يخطب الواحد منهم لتكون خطبته تلك هي سياسة البلد ففي أمريكا ذلك غير موجود بل يقومون بتحليل الأمور والجزئية الثانية أنه لا الحركة الشعبية ولا الشعب السوداني هم من قال بفرض العقوبات على السودان بل جاء الأمريكان وبتصرف المؤتمر الوطني زمان فرأوهم جزء من الإرهابيين سواء ان كان مساندة واتهموهم سواء كان زوراً أو صحيحاً فالمهم هذا الكلام عملوه بدون أن نكون نحن معهم ، وأريد أن أقول إن تلك العقوبات لها أسس وإذا انتهت فأكيد الأمريكان سيرفعوا العقوبات أراد الناس أم لم يريدوا وإذا قالوا إن تلك الأمور موجودة مثل تكفير الأحزاب و الحركة الشعبية والتي قيل إن من يتعامل معها يعتبر كافر فهذه الفتوى كانت قد صدرت في عام 2005م وكذلك تكفير الحزب الشيوعي قبل فترة ولذلك يفترض لوزارة الأوقاف أن تكذب هؤلاء الناس وإلا سيفهم الناس أن الوزارة مالم تكذب هؤلاء الناس فمعناها أنها تحتضن أناس إرهابيين ويقوموا بعمل الإرهاب الفكري للآخرين ويبقى إذن المؤتمر الوطني هو الذي يدير المشاكل فأنت تقوم لتأتي ببنت مثل لبنى ترتدي ملابس جيدة لتأتي وتجلدها لتأتي وتقول برفع العقوبات عنك فيبقي إذن أن القضية في المؤتمر الوطني هي في بعض ممارساته والتي لا يراها العالم إنها من علامات العالم المتحضر وبالتالي يعزله و لكن نحن نقول لا تعزله لأنه صار جزءاً من الشعب السوداني فعاقبوا الحزب ولكن لا تعاقبوا الشعب السوداني فهذا ما نقوله فنحن كشعب سوداني عندما تغيب عنا قطع غيار لطائرات أو لمطارات فهذا سيؤثر على اقتصاد السودان ككل شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ولذا فالعقوبات الاقتصادية تؤثر لأن الاقتصاد مرتبط ببعض والشركات العاملة في مجال البترول الآن الكثير من ماكيناتها تصنع في أمريكا وبالتالي أنت تحتاج لها ولذا نحن لا نريد العقوبات الاقتصادية للشعب السوداني وأما للمؤتمر الوطني فهم وشأنهم ولكن نحن لم نكن جزءاً في فرض العقوبات ولو كنا نسيطر على الأمريكان لجعلناهم يطبقون الاتفاقية وكنا حلينا مشكلة دارفور ومن خلالهم كنا حلينا قضية فلسطين وكان اللاجئون في العام 1948م يعودوا لأوطانهم وكانت حدود فلسطين للعام 1968م رجعوا فيها وكنا وصلنا لقدسين واحدة عربية وإسرائيلية، إذا كنا نسير الأمريكان وإذا باقان يؤثر في الأمريكان فينبغي أن نجلس نحن كسودانيين ونفوضه ليسير السياسة الأمريكية لصالحنا (قالها ضاحكاً.)
* لا أقصد التسيير ولكن عدم الاستفادة حيث يقولون إنكم كحركة شعبية لم تفيدوا السودان من علاقتكم مع الأمريكان وأنتم الأكثر قرباً باعتبار أنك قلت أنهم باعتبارهم متشددين فالإدارة الأمريكية تتعامل معهم بشكل خاص كفرض العقوبات وكيف لديكم 4 سنوات بدون سعيكم للانفتاح رغم بعض المجهودات؟
– لا.. فهل شرح المؤتمر الوطني يوماً للشعب السوداني لماذا تخاصم مع الأمريكان حتى نحمل أجندتهم للأمريكان فهل نذهب لنخمن ، كما أن دكتور مصطفى عثمان إسماعيل ذهب لأمريكا ولماذا لم يغير رأي الأمريكان و كذلك غادر نافع قبل فترة لفرنسا ولذا فالقضية ليست قضية حركة شعبية بل قضية مؤتمر وطني ولابد أن يغير الوطني من بعض تصرفاته لأنه كحزب له الأغلبية في الحكومة وأي تصرف خاطئ صغير يحسب على الشعب السوداني في النهاية ولذلك نحن ننصحه ولكنهم يشكون فينا.

المصدر: صحيفة الوطن