مقتل ثمانية جنود امريكيين في معركة بشرق افغانستان
كابول (رويترز) – اعلن الجيش الامريكي يوم الاحد أن مسلحين هاجموا موقعين نائيين في شرق أفغانستان مما أسفر عن مقتل ثمانية من الجنود الامريكيين في أدمى معركة للقوات الامريكية منذ أكثر من عام قرب الحدود مع باكستان.
وقالت السلطات الافغانية انها فقدت الاتصال مع عشرات من رجال الشرطة الافغان عقب الهجوم الذي استمر يوما يوم السبت وانها لا تعلم ما اذا كانوا لقوا حتفهم ام ما زالوا على قيد الحياة. وقال حلف شمال الاطلسي ان جنديين افغانيين على الاقل لقيا حتفهما في المعركة.
ووقع القتال في منطقة كامديش باقليم نورستان التي اعلنت القوات الامريكية بالفعل خططا للانسحاب منها في اطار استراتيجية قائد القوات الامريكية في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال لتركيز قواته على المراكز المأهولة بالسكان.
واعلنت قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف شمال الاطلسي ان هجومي يوم السبت شنتهما ميليشيا من مسجد محلي وقرية مجاورة على موقعين مشتركين لقوات حلف شمال الاطلسي والقوات الافغانية. وقوات حلف شمال الاطلسي الموجودة في المنطقة من الامريكيين.
وقال الكولونيل راندي جورج قائد القوات الامريكية في تلك المنطقة الجبلية الشرقية المجاورة لباكستان في بيان “قلبي مع عائلات هؤلاء الذين فقدناهم ومع زملائهم الذين بقوا لاكمال القتال.
“لقد كان هجوما مركبا في منطقة صعبة. وكل من الجنود الامريكيين والافغان قاتلوا معا بشجاعة. انني فخور جدا بتمرسهم وشجاعتهم.”
واعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن الهجومين وزعم ان عشرات من قوات الشرطة والجنود الافغان قتلوا.
واضاف ان المقاتلين اسروا 35 من رجال الشرطة خلال المعركة وان مجلس الحركة بالاقليم سوف يقرر مصيرهم.
وقال محمد فارق نائب قائد شرطة الاقليم ان مصير قوة شرطة بأكملها وقوامها 90 فردا غير معروف.
وذكر حلف الاطلسي ان قواته اوقعت عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف المهاجمين لكنه لم يحدد عددهم.
واوضح مجاهد ان سبعة من طالبان قتلوا نتيجة هجوم جوي طلبته القوات الاجنبية خلال المعركة التي استمرت 13 ساعة. واضاف ان هجوم طالبان شمل عددا من التفجيرات الانتحارية والانفجارات واقتحام الموقعين من جانب المقاتلين.
وذكر بيان حلف الاطلسي “الخطط التي سبق ان اعلنتها قوات التحالف لترك المنطقة في اطار اعادة تنظيم اوسع لحماية المناطق المأهولة أكثر بالسكان ما زالت كما هي دون تغيير.”
وهذا هو أدمى هجوم بالنسبة للقوات الامريكية منذ مقتل تسعة منهم في معركة في يوليو تموز عام 2008 باقليم كونار المجاور.
ومنيت القوات الامريكية ببعض من اسوأ خسائرها في جبال شرق افغانستان حيث تحاول السيطرة على الممرات النائية التي يستخدمها مقاتلو طالبان كطرق للتسلل من باكستان.
ومن المفترض في ظل استراتيجية مكريستال الجديدة لمكافحة التمرد ان تدخل القوات الى مناطق مأهولة اكثر بالسكان لحماية الناس وتقليص نفوذ المتمردين في حين تتخلى عن الدفاع عن المواقع النائية.
وبلغت الحرب في افغانستان اعنف مرحلة لها هذا العام اذ امتدت هجمات المقاتلين من المعاقل التقليدية في الجنوب والشرق الى المناطق الشمالية والغربية التي كانت هادئة في وقت من الاوقات.
وطلب مكريستال الذي يتولى قيادة اكثر من 100 الف جندي ثلثاهم امريكيون عشرات الالاف من القوات الاضافية لتنفيذ استراتيجيته الجديدة محذرا من احتمال خسارة الحرب دون هذه القوات.
والرئيس الامريكي باراك اوباما الذي امر بالفعل بارسال 21 الف جندي اضافي الى افغانستان هذا العام يعيد تقييم استراتيجيته للمنطقة قبل التفكير في ارسال مزيد من القوات.
ويدافع بعض أفراد ادارته عن الاستراتيجية المعاكسة وهي خفض مستوى القوات والتحول الى استراتيجية لمكافحة الارهاب تقتصر على ضرب قواعد مقاتلي تنظيم القاعدة الذين ينحى عليهم باللائمة في شن الهجمات على الغرب.