كورة .. طقت جناك في صنقورة !!

مع بداية العام الدراسي الجديد طالعتنا الصحف بخبر عن جملة محاذير اصدرتها الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس حيث حذرت من الآثار السالبة لأشعة الشمس وتعرض طلاب المدارس المباشر لها خاصة في الفترة من العاشرة صباحاً حتى نهاية اليوم الدراسي، وذلك تفاديا لمخاطر الإصابة بسرطان الجلد، ودعت إلى تزويد المدارس بمظلات في كل أنحاء المدرسة .. دي حا يعملوهو بتين ؟ اذا كانت بعض الفصول رقراق وبعضها رواكيب ومظلات في بت أم روحا !!
حسنا يا جماعة، لعشاق كد عضام المقرشة معرفة بمظان الطعامة الكامنة في عملية امتصاص المخ (نخاع العظام)، ثم التمطق بلذاذته جيدا قبل ابتلاعه بالهناء والشفاء، لذلك كانت وجيعة احدهم شديدة عندما تخير عظما من صحن شية لحم عنبلوقا صغيرا لم يبلغ الحلم بعد، وبعد ان قام بكدكدة ما على جوانبه من اللحم والعصعص، استعد لختم متعته بارتشاف المخ والتمطق به فوضع فوهة العضمة في فمه ثم شفط انفاسه شفطة قوية لم يقاومها نخاع العنبلوق الرخس، فخرج من مكمنه وطار نحو حلق الرجل ومن ثم انزلق لامعائه قبل ان يتمكن من استبقائه في فمه، فتلمظ في حسرة فتلك خسارة للذة لعمري لا يدركها الا العارفين بسرها .. المهم .. ابتلع الرجل ريقه في شحتفة وهز رأسه في أسف مخاطبا المخ الطائر :
معليش .. ما في النصيب !!
كل تلك القصة الطويلة ذات الطعم سقتها في نهار اول ايام الصوم لتدليل على مشاعر الخديعة لانسراب ايام الاجازة من بين يدي طلاب المدارس وانتهائها دون ان ينتبهوا لها كحال كداد العضام الذي طار المخ الى جوفه دون ان يستطعمه .. بعيدة مش !!
انقضت الاجازة وبدأت الدراسة قبل أن تنزل قطرة مطر واحدة أو سحابة صيف تظلل حر الهجير .. الله كريم على طلاب ولايتنا المساكين وهو القادر على حفظهم من نار السموم التي تصلاهم في الفصول المكتظة ومواقف المواصلات وزحام الحافلات وعربات الترحيلات التي يتم حشوها باعداد مهولة من الطلاب فـ (تثغي) بهم وحالهم فيها حال بتول وصويحباتها عندما شكوهم شك الكبريت في البص ذات سيرة مرقت عصر !!
حكى لي مجموعة من ابنائنا الطلاب في رمضان الماضي انهم وطوال ايام الدراسة فيه لم يستفيدوا شيئا من حضورهم اليومي للمدرسة، فما ان يدخل عليهم الاستاذ اي استاذ حتى يسحب كرسيه جانبا ويتكئ لينام دون ان ينسى ان يحذرهم من اصدار اي صوت يعكر عليه صفو نومته لانه (مصدع)، وعليهم الاستفادة من زمنهم بـ المذاكرة فتنقضي الحصة بين تهبيب بالكراسات طردا للحر والانجقادة على الادراج، بل انهم يتبادلون المنافع فبعضهم يهب والاخر يأخذ فرصته في النوم !!
حسنا تاني يا جماعة في كثير من بلدان العالم الاسلامي خاصة من لهم جو يماثل اجواءنا السعيدة تقوم الدولة بمنح طلاب المدارس اجازة في رمضان لا يواصلون الدراسة الا بعد العيد ، فمن باب اولى وقد تقدمت ايام رمضان نحو فصل الصيف اللاهب أن تفكر وزارة التربية والتعليم في اعادة جدولة مواعيد الاجازة والعودة منها حتى يأذن الله فيدور الزمان دورة ويعود شهر الصوم الكريم لفصل الشتاء ..
حقيقة الفصول الدراسية غير مهيأة للصائمين حتى في المدارس الخاصة فالمراوح لا تعمل بكفاءة او لا تعمل من اساسو اما المكيفات فـ هياكل عظمية لا يرجى لها نشورا .. ناهك عن مدارس الحكومة التي (حدث ولا حرج) ..
على طريقة (نظرة يا ابو هاشم) ندعو والي ولايتننا السعيدة ان ينظر بعين الرحمة لفلذات الاكباد من ان يهلكوا بـ فقدان السوائل وندعو الله متضرعين ان ينزل الغيث فيرحم البلاد والعباد ..
مخرج:
قديما كانت لنا فزورة في طفولتنا عن الشمس نقول فيها (كورة .. كورة طقت أبوك في صنقورة .. البعرفا يكون شاطر في المدرسة) .. أها اولا تستحق ان نحورها لتكون :
كورة .. كورة .. طقت جناك في صنقورة
مخرج تاني:
بعد الجرسة دي كلها .. كل عام ونحن وانتم وابائنا واهلونا بخير .. تصومو وتفطرو على خير واعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات
[/JUSTIFY]

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]