محمود الدنعو

استقالة انديك


[JUSTIFY]
استقالة انديك

قدَّم مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط مارتن أنديك استقالته يوم الجمعة، من منصبه ككبير مفاوضي الولايات المتحدة في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بعد أقل من عام على اختياره من قبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أجل تحريك المفاوضات المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
استقالة انديك جرى توصيفها من قبل وسائل الإعلام الدولية على أنها مؤشر جديد على انهيار عملية السلام، وهي كذلك ضمن مؤشرات عديدة منها عودة الطرف الإسرائيلي لشن المزيد من الغارات على الأراضي الفلسطينية المحتلة والمضي في مشروعه الاستيطاني.
الولايات المتحدة الراعية لعملية التفاوض ووزير خارجيتها جون كيري، الذي أعطى هذا الملف اهتمامه الخاص، لا تريد لتوصيف الاستقالة كمؤشر على الانهيار عندما يقول كيري بعد الإشادة بالدور الحيوي لانديك في عملية السلام أن المبعوث سيواصل العمل من أجل السلام، والولايات المتحدة “لا تزال ملتزمة العمل ليس من أجل قضية السلام فحسب، وإنما أيضاً من أجل استئناف عملية (الحوار) عندما يجد الأطراف السبيل للعودة إلى المفاوضات الجادة”.
سبيل العودة إلى المفاوضات الجادة أمام أطراف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يزال شاقا وطويلا، وبحسب تصريحات لانديك نفسه فإن الإسرائيليين والفلسطينيين لم “يشعروا بالحاجة الملحة للقيام بالتنازلات الصعبة الضرورية لتحقيق السلام، وكان انديك يحمل الجانب الإسرائيلي تصريحا وتلميحا مسؤولية فشل المفاوضات، وشن هجوما على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتياهو الذي قال إنه لا يتحرك قيد أنملة”.
ويرى الكثيرون أن انتقادات انديك لنتياهو ربما كانت سببا مباشرا في تقديم استقالته التي وجدت ارتياحا في الجانب الاسرائيلي، حيث أفاد تقرير للتلفزيون الأسرائيلي بث مساء الجمعة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يرغب بعد الآن بالتعاون في شيء مع الدبلوماسي الأميركي مارتن انديك، الذي قدم استقالته من منصبه كمبعوث أمريكي خاص للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال التقرير إن انديك أصبح ورقة محروقة، رغم القلق الذي يبديه نتنياهو إزاءه.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو يرى بأن انديك ألقى باللائمة على إسرائيل عن غير حق في فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، وأهمل التأكيد على دور الفلسطينيين في انهيار المفاوضات التي استغرقت مدة تسعة أشهر برعاية الولايات المتحدة، كما يرى نتنياهو أن انديك سلط الضوء بشكل مبالغ فيه نحو النشاط الاستيطان.
وتشكل استقالة انديك الخبير ضربة قوية لجهود مفاوضات السلام، فهو يعد من أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين إلماماً بتعقيدات الأزمة منذ أن شغل مرتين منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل من 1995 إلى 1997 ومن 2000 إلى 2001 وقام بدور كبير في جهود كلينتون من أجل السلام في الشرق الأوسط بما في ذلك خلال قمة كامب ديفيد بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أيهود باراك والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي