تقنية معلومات

منافسة حادة بين الشركات التكنولوجية لإنقاذ الصحف


ظهر المقترح الذي قدمته عملاقة محركات البحث الأميركية “غوغل” عن غير قصد على شبكة الإنترنت في التاسع من شهر سبتمبر / أيلول ليثير موجة كبرى من التقارير الإعلامية بشأن مخطط الشركة المقترح لإنقاذ الصحف.

لكن ماذا عن الشركات الأخرى التي ساهمت بتقديم الأفكار، بداية من القوى الكبرى في عالم التكنولوجيا مثل “آي بي إم” و”ميكروسوفت” والشركات الناشئة مثل “يوداتا” و”أونلاين جورناليزم” ؟ وهو التساؤل الذي أجاب عليه ريك غوردون، مدير الابتكار الرقمي في كلية ميديل للصحافة بقوله :” هناك إمكانية بالتأكيد لإحدى هذه الشركات لأن تصبح الأكثر شهرة وسيطرة على المجال، وهو ما يمكن أن يُطبّق بصفة خاصة إذا نجحت تقنيتهم ونموذج أعمالهم في نقل تصور لنوع من أنواع الممرات متعددة المواقع”.

وتشير مجلة “التايم” في تقرير خصصته للحديث عن هذا السباق الإلكتروني المحتدم بين الشركات التكنولوجية في هذا الشأن إلى أن غوغل تتفوق على منافسيها لأن التكنولوجيا متاحة لديها بالفعل. وأشارت المجلة في الوقت ذاته أيضاً إلى أن مقترح غوغل الأخير تضمن استخدامًا موسعًا لمنتجها الخاص بعملية الفحص، الذي يسمح حاليا للمستخدمين بإجراء عملية التسوق من خلال الإنترنت لكن التوقيع يتم في مكان واحد. وسوف تشتمل قاعدته الصحافية على مكان مشابه للتوقيع، حيث يتمكن المستخدمون من الاطلاع على محتوى صحف مختلفة بسعر واحد.

ومع هذا، يشوب بعض التوتر العلاقة التي تربط حاليًا العملاقة غوغل بالصحف، وذلك يعود في الأساس إلى الطريقة التي توزع من خلالها خدمة غوغل الإخبارية Google News باللغة العربية المحتوى الخاص بالصحف حيث يؤدي ذلك إلى تشتيت انتباه القراء بصورة فعالة عن مواقع الأخبار الفردية من خلال السماح لهم بمسح العناوين وموجز الأخبار من دون مغادرة غوغل. وعلى الرغم من ذلك، حاولت الشركة في السادس عشر من شهر سبتمبر / أيلول الماضي أن ترأب الصدع مع الصحف من خلال إطلاقها خدمة Fast Flip” أو ” التقليب السريع ” التي تتصفح الأنباء الجديدة الواردة على حوالى 30 موقعاً إخباريا ً شريكًًا لمحرك البحث بسرعة، لكنها تعود بالأرباح على تلك المواقع والصحف من خلال الإعلانات التي يتم نشرها حول الموقع.

وفي غضون ذلك، خرجت شركة “أونلاين جورناليزم” وهي الشركة التي تعمل وفق نظام “ادفع مقابل الحصول على الخبر” ، باقتراح جديد يوفر منفذًا لتقديم الأخبار من كثير من المصادر، مع السماح لهم بتحديد أي الأجزاء من محتوى أخبارهم الذي ينبغي أن تُدفع من أجله الأموال بالإضافة إلى طريقة دفعها. وعلى عكس غوغل، ما زالت قاعدة العمل الخاصة بـ “أونلاين جورناليزم” تحت التطوير. كما تضمن مقترحا آخر تقدمت به شركة تدعى ” MyWire” لتقديم خدمة الأخبار العالمية على فكرة تنظيم المحتوى من الصحف الشريكة عبر الاشتراك بمبلغ مدفوع، في الوقت الذي تستعين فيه بطريقة تقنية متاحة.

أما العملاقة مايكروسوفت التي تمتلك بالفعل شأنها شأن “غوغل” التكنولوجيا الخاصة ببند الاطلاع على المحتوى مقابل دفع مبلغ مالي فقد اقترحت القيام بتجميع معلومات من عدة مصادر إخبارية عن طريق تشغيل الموقع بالدفع لمرة واحدة. ويهدف الاقتراح هذا إلى التأكيد على التفضيلات الخاصة بالمستخدمين، والتيسير من الوصول للمحتوى عبر أي جهاز. هذا ويقال إن ياهو تُحضر لفكرة في هذا الإطار هي الأخرى، لكن دون الكشف عن أي تفاصيل. وبعد هذا كله، يبقى التساؤل الأهم؛ وهو: من سيفوز في النهاية ؟

والإجابة نقلتها المجلة هنا عن راندي كوتس، نائب رئيس القسم التفاعلي بخدمة “سكريبس هاوارد” الإخبارية، الذي ينتظر أن يتخذ قرارا ً بشأن الثلاث عشرة صحيفة التي يمتلكها. حيث يعتقد أن الشركات التقنية التي تبني اقتراحاتها على أدوات قائمة ومتاحة هي الأوفر حظا ً في الفوز. وتابع بالقول إن غوغل هي الشركة صاحبة الحظوظ الأعلى إلى الآن بسبب ما تمتلكه من رصيد في القدرة على جلب الأموال من محتوى الإنترنت.

وفي النهاية، ختم ريك غوردون بالإشارة إلى أنه سيكون من الصعب تحديد المكافأة التي ستذهب إلى الشركة التكنولوجية الفائزة في هذا السباق، مشيرا ً إلى أن هوية الفائز بالمحتوى مازالت غير معلومة حتى الآن. وحول جدوى المقترحات الخاصة بدفع أموال مقابل الحصول على محتوى، قال إيريك سكميدت الرئيس التنفيذي لشركة غوغل إن دفع أموال في سبيل الحصول على محتوى من على الإنترنت لن يكون مجديا ً من الناحية العملية إلا مع الأسواق المتخصصة.

المصدر :ايلاف