منى سلمان

مجتهد في دروسه .. نتمنى له دوام التوفيق

[ALIGN=CENTER]مجتهد في دروسه .. نتمنى له دوام التوفيق !![/ALIGN] تمدد (مصطفى) على بطنه بـ عرض السرير .. أسند رأسه على كفيه وثنى ركبتيه للأعلى وبدأ في ملاعبة الهواء بساقيه، ثم انهمك في متابعة نشيد كان يقدم ضمن برنامج للاطفال في التلفزيون .. ظل يتابع النشيد في غاية الاندماج والطرب وشارك المغني في ترديد مقاطع النشيد التي يحفظها صم ..
ظل في الحالة من الانجذاب الوجداني والاستمخاخ، وامتلأ اعجابا بصدى صوته وغنائه (دويتو) مع الفنان حتى انتهى النشيد، فانزلق من السرير وسار حتى وصل لشقيقه الكبير (أحمد) الراقد باسترخاء في الغرفة المجاورة .. ناداه ليسأله في براءة:
– أحمد .. يا أحمد
– أهاا .. مالك؟
– انت الزول لو عايز يبقى فنان .. يمشي أدبي ولا علمي ؟!!
تطلعات (مصطفى) ابن عم العيال وسؤاله لشقيقه عن المسار الأكاديمي الذي سيقوده ليصبح (فنانا)، أرجعني بالذاكرة لموقف مشابة لصغيرة جارتنا، فعندما قامت أمها بفتح التلفزيون ذات أمسية، انطلق منه صوت الفنان (نور الجيلاني) يصرخ مناديا على (كدراويته) .. أدارت الصغيرة رأسها بسرعة ناحية التلفزيون وتركت ما في يدها من إلعاب وإستلقت على السرير لتتابع الأغنية وهي تقول بولهه شديد وتسبيلة عيون:
هيي .. ده نول الديلاني !!
وبعد أن أكملت استمخاخها بآخر (آه) من الأعماق مع (كدراوية يي يي يـ يا) طلبت من أمها أن تمشط لها شعرها ضفائر عندما تكبر كشعر (نور الجيلاني) حتى تصير مغنية مثله !!
أمانيات هذان الصغيران وتصورهما لمستقبل:
( يا ترى ماذا أصير عندما أغدو كبير)؟
يرجعنا لما بدأناه بالأمس من نقاش حول التعليم وتدني المستوى الثقافي والاكاديمي للخريج الجامعي، فأنا لا أتخيل أن هناك طالب (بليد) أو يعاني من ضعف القدرات العقلية ورغم ذلك أستطاع الوصول للمرحلة الجامعية، ولكن أعتقد أن المشكلة تكمن في قصور مركب، نتج عن فشل النظام التعليمي وقبله الأسرة في إعطاء الطالب فرصة، لإكتشاف ذاته وما يمتلكه من مواهب وقدرات فكرية أو بدنية أو حتى صوتية، ثم العمل على تنميتها وصقلها بالرعاية والتوجية الأكاديمي السليم ..
مشرفة رياض الأطفال ثم (أبو/ أم الفصل) هم أول من يستطيع أن يرصد ويقيم ملكات ومواهب طلابه/ها، فقد لا تتيح الفرصة للأسرة مراقبة توجهات الطفل بنفس الطريقة التي تتيحها لمعلمه في الصف، حيث يمكن للأخير أن يراقب تفاعلات الطفل مع من حوله ، فيميز بينهم من يمتلك صفات القيادة من المسكين (الما عندو شدايد)، والاجتماعي المتفاعل مع الآخرين من الإنطوائي المنعزل في ركن الفصل وغيرها من الصفات، وبالتالي تكون ملاحظاته عن سلوك طالبه للأسرة في محلّها ونافعة في توجيه مستقبله ..
هذه المهمة الخطيرة للمعلم يعوقها الان اكتظاظ الفصول المدرسية بصورة يستحيل معها للمعلم أن يحفظ وجوه طلابه، ناهيك عن حفظه لأسمائهم أو رفاهية رعاية ملكاتهم، وبالتالي صارت ملحوظة (أبو الفصل) في نتيجة كل طالب نهاية العام (موحدة):
مهذب مجتهد في دروسه .. نتمنى له دوام التوفيق
يدونها المعلم بصورة تلقائية في جميع النتائج، بنفس تلقائية ناس الجوازات في وصفهم لحامل الجواز:
طوله خمسة أقدام أسمر وعيونو عسلية ويشكو من شوية (تقل) في إذنه الشمال كما يبدو في الصورة أعلاه !!
حدثنا مولانا (عبيد حاج علي) أن أستاذهم في المدرسة كان يخبرهم عن رؤيته من بينهم لـ الطبيب والقاضي والقائد والمهندس ولاعب الكرة والسبّاح وو ، لأنه كان على علاقة ومعرفة وثيقة بكل طالب منهم بل ومع أسرته ..
هكذا كان المعلم (الزمان) وهكذا يجب أن يكون معلم اليوم .. تحسين البيئة الدراسية وزيادة عدد المدارس والفصول بحيث لا تحمّل ما يفوق سعتها بثلاثة أضعاف، مع الإهتمام بتأهيل المعلم وإعطائه حق عرقه وجهده كاملا غير منقوص .. جزء من الحل والباقي بيجي مع التساهيل المن الله.
تخريمة جوة الموضوع:
هسي أنا كان لقيت أستاذة تكتشف نقتي دي من زمان، مش كان أحسن من هريتي بالكيمياء الحيوية ؟!! أهو بعد سنوات من الحكحكة في الكتب، تراني موهطة في البيت وماسكة اللاب توب وقاعدة أملا فيكم نقة .. حكمة !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫10 تعليقات

  1. تحياتى للدكتورة خريجة المعامل وبى صراحة نقتك مفيدة وربنا اديك العافية
    والصحة واصبحنا من المدمنين للعمود …… لك الود والتقدير والاحترام

  2. تلاميذ في الصف الاول الابتدائى وفي اول يوم دراسى لهم واول حصه في تاريخ حياتهم دخلت عليهم معلمة اللغه العربيه وكتبت على السبوره حرف ( أ ) وقالت ليهم يا اولاد هوى اسمعوا هنا انا بقول وانتو تقولوا بى قفاى . فصاحت ( أ أسد ) فقالوا كلهم بخشم واحد بى قفاى . لاادرى قد تكون نكته ولكن النكات دائما من الواقع المعاش .

  3. التحية ليك يا أستاذه وأنت تتطرقي لأهم المواضيع الإجتماعية والتربويه
    لك التحيه

  4. والله بت سلمان الواحد خايف يجي بشارعكم ماشي يلقاك كتبتي فيهو كلام

    اتي البيقع من السرر دا ما مخليهو كمانن

  5. الاستاذة الكريمة :
    تحياتي لك ولكل الأخوان
    ان الطريقة التي يتم بها( حشو ) رؤوس أبنائنا التلاميذ هي طريقة ابسط ما يمكن ان توصف به انها خاطئة
    هذه الطريقة تصنع ذكاءا او( شطارة ) اصطناعية مؤقته تزول بانتهاء الامتحانات حيث تجد الطالب وقد أحرز درجات عالية ولكن ان تسأله عما درسه في السنة الفائتة يكون قد( صفاهو) تماما
    بهذه الطريقة ضاع النوابغ من أبنائنا وسط هذه ابزحمة من طريقة الحشو عن طريق الكورسات المكثفة بل قد يكون النوابغ من أبنائنا لايعرفهم أحد ولعمري هذه كارثة بحق فنحن الآن نخرج خريجين ولا يوجد من بينهم علماء يبحثون لمستقبل الأمة بل الكل يتعلم تجاريا وينتقي ما يمكنه من العيش بسهولة حتى ان حار به الدليل سلك الطريق الأكثر رعونة وهو ان( ينظم )نفسه سياسياً أو يختار المعارضة ليضيف لهذا البلد رهقاً جديداً على رهق ولك الله يا وطن…. ودمتم

  6. لم اتنكب في تعليقي على المقال حكمة (الحلوف) الذي قال لابنه وهو يعظه : ( الكلام خذ آخره واعمل به )
    في آخر المقال لفت نظري مسألة ذات أهمية وهي مسألة تعدد المواهب عند المثقفين وهي قد تكون موجودة لدى عدد لا باس به ولكن من الصعب على النشأ في هذا الزمن ان يكتشفوا ما يملكونه غير تخصصاتهم …. وما نسحرك ايتها الكريمة!!!

    استاذنا الدكتور محمد عبدالغفار المدير الأسبق لجامعة السودان طالما كان يردد بان التقني يجب أن يكون ملما بالآداب والفنون فلا يعني كون الانسان يعمل في المجال الهندسي ان ينصب ويرفع ويسكن كيفما يشاء لانه قد درس هذه اللغة ويجب ان يتقنها ( انتهى كلام الدكتور)
    محمود طه المهندس لم تمنعه الهندسة من ان يقول :
    اين من عيني هاتيك المجال يا عروس البحر يا حلم الخيال
    الى ان يقول :
    يا ضفاف النيل بالله ويا خضر الروابي
    هل رأيتنّ على الشط فتى ً غضّ الإهاب
    اسمر الجبهة كالخمرة في النور المذاب
    اعتقد انه كلام رائع!!!!1
    وانت لم ولن تمنعك الكيمياء الاكلينيكية من ان تكوني على ما عليه الآن ونحسبك أديبة وقاصة من الدرجة الاولى وقرّاؤك يشهدون واعتقد ان القارئ افضل من المريض بس المريض معاه الكاش والكاش يقلل النقاش كما تقولين انت!!!
    وعموماً فالكيمياء تتشرف والصحافة تتشرف ونحن نتشرف ونقة لنقة تفرق فليس كل النقاقين براينن بالضرورة وليس كل الصامتين غير برايين وياويلك اذا ما قابلك الاستاذ عبدالرؤو البّراي الصامت يزورك ليجلس معك السعات الطوال صامتاً ثم لا يلبث بين الفينة والاخرى ان يرفع رأسه ليقول لك عبارته المشهورة وكانه لا يعرف ونسة غيرها (كاتمة مش كده) ويظل يكررها بعذ فترات متباعدة فيكتم نفسك زيادة!!!
    وبمناسبة البري حضر شاب يزور اين اخت لي زميله وكان الشاب اسمه البرّاء فسألني ابني( مقصوف الرقبة) ان كان هذا الشخص سمي بهذا الاسم لانه برّاي؟؟

  7. استاذة مني
    سلام اللة عليك انا من المتابعين لكل ماتكتبين يوميا يسلم قلمك
    بس نفسي تتكلمي عن الاحوال المتردية في الخدمات العلاجية وبخاصة مستشفي الخرطوم ولكي جزيل الشكر

  8. بصراحة ياالمنينة من أمتع القراءات ومن أروع الكتاب الذين أقرأ لهم من ذوي التخصصات العلمية أو الهندسية مما يعني أن الموهبة تظل كامنة ولا تزحزحها المراجع والبحوث فالمسألة ربانية ولو مارستي المهنتين كنتي حتكوني ساهمتي في شفاء شريحتين .. مرضاك و .. مرضاك … أليس ادمان حكاويك الرائعة ومواضيعك الثرة نوع من الداء ؟؟ ولكن لانرجو منه شفاء لذا شتان بين االدائين..!! ولك التحية والتقدير ..

  9. الاستاذة منى لكي التحية والتقدير على كتاباتك التي اصبحت اول الصفحات
    التى تطالع على النت وربنا يزيد ويبارك على المواهب