الشباب ضد السياحة
في تطور لافت لاستعادة حركة الشباب الإسلامية الصومالية لنشاطها شنت الحركة هجوما مسلحا على مجمع القصر الرئاسي في العاصمة مقديشو، ورغم أن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لم يصبه مكروه جراء الهجوم النوعي للحركة، ولكن جرأة الهجوم نفسها تفتح الباب أمام الاحتمالات الأسوأ في مقبل الأيام، خصوصا والهجوم يأتي في إطار سلسلة من العمليات التي تنفذها الحركة في الإقليم لتعلن عن نفسها كحركة لها ثقلها في شرق أفريقيا وتستعيد حضورها في وسائل الإعلام الدولية تماما كما هي حركة بوكو حرام في غرب أفريقيا أو داعش في العراق وبلاد الشام، وجميعها حركات ترفع شعارات إسلامية وتصنفها الولايات المتحدة والمجمتع الدولي كحركات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة.
نشاط الحركات الإسلامية المتشددة في شهر رمضان ضد المدنيين الأبرياء يجردها من القداسة المدعاة في الحرب ضد النظام الكافر كما تقول حركة الشباب في وصفها لنظام الرئيس حسن شيخ محمود المدعوم من قبل المجمتع الدولي.
وحركة الشباب التي تخوض حربها ضد الحكومة المركزية في مقديشو باتت توسع من دائرة الاستهداف لتشمل دول الجوار التي تساند الحكومة الصومالية والجهود الإقليمية والدولية لاستعادة الاستقرار في الصومال، وبالتزامن مع الهجوم على القصر الرئاسي في مقديشو استهدفت الحركة مواقع سياحية في تنزانيا وكينيا المجاورتين، في مسعى من الحركة لضرب القطاع السياحي الذي يعد من أهم موارد هذين البلدين، في محاولة لإيصال رسالة انتقامية إلى نيروبي ودار السلام بأن ثمن التدخل في الصومال ومساندة الحكومة هناك سيكون باهظا، بشل القطاع السياحي من خلال توجيه ضربات موجعة لهذا القطاع الحيوي الذي يعتمد عليه البلدان في الحصول على العملات الصعبة وفي توفير فرص عمل للمواطنين المحليين.
ففي تنزانيا، استهدفت الحركة مطعم بمدينة أروشا يتردد عليه الأجانب في المدينة التي تعد محطة في الطريق إلى جبل الكليمنجارو، أعلى قمة في أفريقيا، إذ يصل ارتفاعها إلى 5895 متراً، أو إلى حديقة سرينغيتي الطبيعية المشهورة عالمياً بتنوع حيواناتها، وهي المناطق الأكثر جذبا للسياح الأجانب.
وفي كينيا التي تعرضت من قبل لسلسلة من الهجمات على مواقع سياحية من الحركة، تعرضت المنطقة الساحلية القريبة من أرخبيل لامو السياحي لهجوم جديد شنه مسلحون أحرقوا مكاتب محمية طبيعية خاصة دون وقوع قتلى. وأرخبيل لامو، المدرج في قائمة التراث العالمي لليونسكو، من أهم المعالم السياحية في كينيا، لكن الزوار الأجانب انصرفوا عنه حاليا بسبب الهجمات المتزايدة التي تشهدها المنطقة.
نشاط الحركة وانتشارها إقليميا يستدعي تنسيق الجهود بين دول الإقليم لاحتواء ظاهرة الشباب التي لن تتوقف عند كينيا وتنزانيا فقط.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي