محمود الدنعو

جنوب أفريقيا نموذجاً


[JUSTIFY]
جنوب أفريقيا نموذجاً

في مقابل الصمت العربي تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، تسجل جنوب أفريقيا الرسمية والشعبية مواقف مشرفة من التضامن مع ضحايا العدوان الإسرائيلي، وتملك الدولة التي ذاق ويلات التمييز العنصري جسارة في قول الحق وتوصيف الأشياء كما هي، على النحو الذي وصف به حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحزب الحاكم مجازر غزة على أنها هولوكوست جديدة، متهما السلطات الإسرائيلية بتحويل الأراضي الفلسطينية إلى (معسكرات دائمة للموت).

وعلى صعيد متصل، أصدرت أحزاب الائتلاف الثلاثي الحاكم، المكون من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، والحزب الشيوعي الجنوب أفريقي، واتحاد نقابات العمال الجنوب أفريقية، بيانات منفصلة أدانت بشديد العبارة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، واصفة إياه بالهمجي والبربري، وداعية في نفس الوقت إلى الوقوف خلف الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

موقف الحزب الحاكم الذي يبدو متقدما على الكثير من الأحزاب والحكومات العربية يأتي منسجما مع الشارع الجنوب أفريقي الذي خرج في مظاهرات عارمة في العديد من المدن خصوصا العاصمة بريتوريا للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تجمهر المئات من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، حاملين الأعلام الفلسطينية وطالب المتظاهرون الغاضبون أمام وزارة الخارجية حكومتهم بضرورة طرد السفير الإسرائيلي آرثر لينك من بريتوريا، واستدعاء السفير الجنوب الأفريقي سيسا نغومباني من تل أبيب، وفرض تأشيرة على دخول الجواز الإسرائيلي إلى جنوب إفريقيا، ورفعوا يافطات تذكر بالتاريخ الدموي المشترك لنظام الآبارتيد السابق ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

مواقف الحزب والشارع الجنوب أفريقي المفقودة عربيا تسندها الموافق الرسمية للحكومة التي

استنكرت العدوان الإسرائيلي المستمر ضد غزة، ونددت بالقصف الجوي الذي أودى بمئات الشهداء والجرحي من الأطفال والنساء والشيوخ، وألحق أضرارا تدميرية بمساكن المدنيين والبنى التحتية الفلسطينية.

وأدانت حكومة جنوب أفريقيا في بيان أصدرته وزارة العلاقات الدولية والتعاون، سياسية العقاب الجماعي التي تتبعها إسرائيل ضد الفلسطينيين بما فيها الاعتقالات، مؤكدة رفضها أن يستثمر أي كان تسلسل الأحداث الميدانية من أجل الطعن في شرعية حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي رحبت بها البشرية المحبة للسلام، وفق وصف البيان.

إذن جنوب أفريقيا شعبا وحكومة تقف ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي ترى فيه نسخة أكثر وحشية من التمييز العنصري الذي عاشته جنوب أفريقيا قبل أن يحررها الزعيم الراحل نيلسون مانديلا ورفاقه من تلك الحقبة السوداء في تايخ البشرية وما هذه الموافق المضيئة من جنوب أفريقيا إلا وفاءً للزعيم مانديلا الذي قال – بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية في العام 1997 بأن حريتهم لن تكتمل إلا بحرية الفلسطينيين.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي