محمود الدنعو

تمديد مفاوضات النووي!

[JUSTIFY]
تمديد مفاوضات النووي!

غادر وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ومساعدوه ظهر أمس السبت فيينا عائدين إلى طهران، وذلك بعد محادثات أجروها مع دول مجموعة (5+1) استمرت 18 يوما بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني بعد عشر سنوات من التوتر الدولي، ولكن الجولة الأخيرة من المفاوضات التي وصفت بالحاسمة والتاريخية انتهت فقط على تمديد الخطوة الأولى لاتفاق جنيف حتى أربعة أشهر أخرى.

وكانت المفاوضات وصلت مرحلة تصاعدت معها آمال الاتفاق النهائي عندما رابط في أيامها الأخيرة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ونظيره الأمريكي جون كيري الفرنسي لوران فابيوس والألماني فرانك فالتر شتاينماير والبريطاني ويليم هيغ قبل استقالته بمقر التفاوض، في محاولة لتسوية الخلافات التي تعرقل المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي، ولكن خطوة التمديد لأربعة أشهر حتى 24 نوفمبر المقبل تثير الكثير من الأسئلة حول مستقبل هذه المفاوضات الشاقة، التي كان أهم طرفيها إيران والولايات المتحدة تسعيان للحصول على نتائج في الجولة التي انتهت في العشرين من يوليو، فالجانب الإيراني يريد العودة إلى المجمتع الدولي بإزالة العقوبات والمعوقات التي من أبرزها المخاوف الغربية حول طبيعة الملف النووي، وبالتالي الاتفاق النووي سيوفر إطاراً جيداً لاستئناف العلاقات الطبيعية بين طهران والغرب، وفي المقابل تسعى إدارة الرئيس أوباما إلى تسجيل انتصار دبلوماسي مهم بعد سلسلة من التحركات الفاشلة لاحتواء الأزمات التي تعيشها منقطة الشرق الأوسط التي تعد المجال الحيوي والإستراتيجي للسياسة الخارجية الأمريكية.

البعد الجدد في تعثر المفاوضات النووية الإيرانية هو ما أشار إليه موقع (ديلي بيست) الأخباري الأمريكي أمس الذي ربط بين تمديد التفاوض وحالة التوتر الراهنة في العلاقات الأمريكية الروسية بعد إسقاط الطائرة الماليزية، ورأى الموقع الإخباري الأمريكي أن تعثر المفاوضات يأتي في إطار سعي موسكو للي ذراع واشنطن من خلال إفساد المحادثات النووية المترنحة مع إيران. وأوضح الموقع أن تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وموسكو وصل إلى ذروته بعد كارثة إسقاط الطائرة الماليزية، حيث هدد بوتين بإفشال أولى الأشياء أولوية على أجندة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وهي المحادثات مع إيران.

يذكر أن الدور الروسي في المفاوضات كان حاسما ومتفائلا بالتوصل إلى اتفاق حتى اللحظات الأخيرة، حيث سبق وأن أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن روسيا ترى (فرصاً) لنجاح مفاوضات الملف النووي الإيراني بفضل (الإرادة السياسية) للمشاركين و(الخوف من الفشل).

كما أن واشنطون حتى اللحظات الأخيرة كانت تستبعد تمديد المفاوضات إلى ما بعد عشرين يوليو، ولكن السؤال هل تسهم الأربعة أشهر في تحقيق اختراق لمفاوضات استمرت خمسة أشهر.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي