محمود الدنعو

تقسيم أفريقيا الوسطى

[JUSTIFY]
تقسيم أفريقيا الوسطى

انطلقت في العاصمة الكنغولية برازافيل، محاولة جديدة للمصالحة من أجل إحلال السلام في أفريقيا الوسطى، بحضور بعض ممثلي الميليشيات والحكومة بهدف التوافق على وقف «جميع أعمال العنف»، وتوقيع «اتفاق لوقف الأعمال العدائية ونزع أسلحة المجوعات المسلحة، وتحديد إطار سياسة انتقالية جديد، ينقل البلاد من مستنقع الحرب الطائفية الذي انزلقت إليه منذ مارس 2013 عندما أطاحت حركة سيليكا بالرئيس فرنسوا بوزيزيه وأسفرت أعمال العنف العرقية شبه اليومية عن سقوط آلاف القتلى ومئات وتهجير مئات الآلاف، والصراع الذي بدأ سياسيا سرعان ما تحول إلى صراع طائفي بين اتباع حركة سيليكا ومعظم عناصرها من المسلمين وميليشيا (انتي بالاكا) ومعظمها من المسيحيين ما أدخل البلاد في دوامة من العنف والانتقام التي فشلت القوة الأفريقية في أفريقيا الوسطى، وعملية (سنغاريس) الفرنسية في وضع حد لهذه الدوامة التي تهدد بانقسام البلاد على أساس طائفي.

مفاوضات برازافيل يعول عليها كثيرا في وضع خطوة في طريق طويل نحو السلام والاستقرار، وتولى الرئيسة الانتقالية لأفريقيا الوسطى كاترين سامبا بنزا اهتماما كبيرا بهذه المفاوضات قالت إنها مرحلة مهمة كي نقرر معا وقف الأعمال العدائية والعنف

الجهود الإقليمية لتسوية الأزمة فشلت من قبل خلال مفاوضات مماثلة جمعت الحكومة والمعارضة في دول تشاد والغابون المجاورة، ولكنها لم تحرز تقدما، وبالتالي اتخذت مبادرة الاجتماع بناء على وساطة دولية من المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا لتقييم الوضع.

ويرى مراقبون أن الوضع في أفريقيا الوسطى لا يزال معقدا، وأن حركة سيليكا لا تزال عند موقفها الرامي إلى تقسيم البلاد، ونسبت وسائل إعلام محلية إلى رئيس الحركة محمد موسى ضعفان تصريحات طالب خلالها بتقسيم أفريقيا الوسطى كشرط مسبق للتفاوض، وهو ما يعد عقبة كبرى تواجه الجهود الإقليمية الراهنة لابتدار حوار بين الأطراف المتحاربة بغية التوصل إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة في أفريقيا الوسطى.

تصريحات رئيس سيليكا أحدثت حالة من الارتباك في مسار المفاوضات خصوصا عندما غاب مندوبو الحركة سيليكا المتمردة صباح الثلاثاء عن استئناف الحوار ما أدى إلى وقف إشغال اثنين من أكبر لجان التفاوض كما لاحظ مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

واعتبر المحامي غي ارفيه غبانغولو مندوب الجبهة الشعبية الديمقراطية لشعب أفريقيا الوسطى أن تلك التصريحات التي نسبت إلى رئيس وفد سيليكا تسببت “بشيء من الجمود”.

واعتبر جان فيليكس ريفا رئيس المجلس الوطني للشباب في أفريقيا الوسطى، وهو من حركات المجتمع المدني، بشأن تقاسم البلاد أنها “تصريحات يجب تجنب الإدلاء بها لأنها ستسبب في المزيد من الإحباط “.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي