محمود الدنعو

قمة أمريكا.. أفريقيا


[JUSTIFY]
قمة أمريكا.. أفريقيا

على غرار القمم بين أفريقيا وكل من الصين والهند واليابان من جهة التي يتم تكريسها للبحث التعاون والتجارة بين القارة الأفريقية والاقتصاديات الآسيوية الناهضة، تستعد الولايات المتحدة لاستقبال القمة الأمريكية الأفريقية الأولى من نوعها والتي تشكل محاولة أمريكية متأخرة للالتفات إلى قارة الفرص الاقتصادية الواعدة والقدرات البشرية الهائلة التي تحتاج إلى شراكات دولية جادة للنهوض بالقارة الأفريقية بعيدا عن الأجندة السياسية وصراعات النفوذ على القارة بين الدول المستعمرة التي قسمت القارة إلى تركات لا ترسم حدودها اللغات والثقافات والارتباط الاقتصادي والسياسي وحتى الأمنى بين البلدان الأفريقية ودول الاستعمار الأوروبية السابقة.
لا يمكن استبعاد ظلال وذيول الصراع على موارد القارة وفرصها الواعدة في النهوض الاقتصادي والنفوذ التقليدي على المشهد السياسي والأمني من الدعوة الأمريكية لأكثر من خمسين زعيم أفريقي إلى واشنطون في الرابع من أغسطس للقمة الأولى من نوعها التي تجمع الولايات المتحدة مع القارة الأفريقية، التي يقول الرئيس باراك أوباما قبل أسبوع من انطلاق القمة: إن العالم بحاجة إلى قارة أفريقية قوية ومستقلة، واصفا القمة المرتقبة بالتاريخية، وقال إن من واجب الجميع الإفادة من الإمكانات الكبرى في أفريقيا التي هي قارة ناشئة وتشهد نموا قويا رغم الصعوبات الحقيقية التي يلاقيها الأفارقة كل يوم.
الرئيس الأمريكي الذي كان يتحدث أمام 500 طالب أفريقي شاركوا في برنامج التبادل الطلابي للمساهمة في التنمية الاقتصادية وترسيخ المؤسسات الديموقراطية في القارة الأفريقية، كان يعي ما يقوله بإفادة الجميع من إمكانات القارة الأفريقية، ويفهم ضمنا من حديث أوباما مدى الفائدة التي جناها الصين من انخراطها في السنوات الماضية في برامج تعاون ثنائي وجماعي مع القارة الأفريقية ما عزز العلاقات بين الصين ودول القارة الأفريقية خصوصا على المستوى الاقتصادي، حيث تشير الأرقام والإحصاءات الدولية إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين وقارة أفريقيا حقق قفزات كبرى ليصل إلى مستوى 200 مليار دولار العام الماضي، ليتجاوز بذلك حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والقارة بنحو الضعف.
التنافس المحموم والخفي بين الصين والولايات المتحدة على القارة الأفريقية والذي يرى الكثيرون أنه الدافع الرئيس لقيام القمة الأمريكية الأفريقية في مسعى أمريكي للحاق بالصين الشريك التجاري والمستمثر الأول في أفريقيا بحسب وكالة بلومبرج الإخبارية الاقتصادية، هذا المسعى الأمريكي لن يحقق النتائج المرجوة في ظل السياسية التي تتبعها أمريكا تجاه القارة الأفريقية، فالدعوات إلى هذه القمة كشفت أن واشنطون تقيس علاقاتها بقادة الدول الأفريقية بمعيار السياسة، عكس بكين التي تتعامل مع الكل في القارة ولا تتدخل في الشؤون السياسية الداخلية وهذه هي قوة الصين في أفريقيا.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي