محمود الدنعو

النظرة للعرب والمسلمين


[JUSTIFY]
النظرة للعرب والمسلمين

أسهمت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في العام 2001 بالولايات المتحدة الأمريكية ضمن عوامل أخرى في تراجع صورة المسلمين في الغرب عموما، ونجحت اجتهادات بعض الأفراد والمنظمات في التصدي للحملات الإعلامية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، بل إن الأحداث الصادمة جعلت الكثيرين في الغرب يقبلون للتعرف على الإسلام بدوافع متعددة، ولكن بعد مرور أكثر من عقد من الزمان على تلك الأحداث لا تزال الآثار السالبة حاضرة ومستغلة من البعض.

فاستطلاعات الرأي الأخيرة وسط جمهور الأمريكان حول نظرتهم تجاه العرب والمسلمين تشير مع الأسف إلى تنامي الصورة السالبة عن العرب والمسلمين ما يقلل من فرص اندماجهم في المجمتع الأمريكي، ولذلك الأمر يشكل مصدر تهديد ليس فقط لأبناء الجاليات العربية والمسلمة في أمريكا، بل للأمن القومي الأمريكي ودونكم التجربة في أوروبا حتى بات أبناء الجاليات العربية والمسلمة يلتحقون بالمئات بتنظم القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الإسلامية للجهاد في سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها من مناطق النزاعات.

فبعد أيام من نشر نتائج استطلاع على الإنترنت أجراه المركز الإسلامى بلونج آيلاند في الولايات المتحدة الأمريكية وشمل 2152 شخصا، وتبين من خلاله أن 58٪ ممن شملهم الاستطلاع يربطون الإسلام بالرجعية، فيما يربط 50٪ الدين الإسلامى بالإرهاب، وتبين أن 69٪ يعتقدون أن الإسلام يحث على قمع النساء.

جاء استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأمريكي، ليؤكد تراجعا خطيرا في نظرة المواطن الأمريكي للعرب والمسلمين، وتبين أن كبار السن وأنصار الحزب الجمهوري هم أكثر الأمريكان الذين يحملون نظرة ومشاعر سيئة تجاه العرب والمسلمين فـ(27%) فقط من الأمريكيين لديهم رأي إيجابي عن المسلمين، مقابل 35% في استطلاع مماثل أجري في العام 2010. وانخفضت نسبة التوجه الإيجابي نحو العرب الأمريكيين من 43% قبل أربع سنوات، إلى 32% هذا العام، وأظهر الاستطلاع أن 42% من الذين أجابوا على الاستطلاع يعتقدون أن قرارات مسلم أمريكي ستتأثر من دينه، إن تولى منصبا سياسيّا رفيعا.

إذن النظرة السالبة لا تزال قائمة بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة، ويقول جيمس زغبي مدير المعهد العربي الأمريكي الذي أجرى الاستطلاع وهو من أصل لبناني “الأمر الأكثر خطورة بالنسبة إلي ليس تصنيفنا كعرب أو مسلمين لكن ما يؤدي إليه هذا التصنيف حيث يحد من قدراتنا على التصرف كأصحاب هوية واحدة داخل المجتمع الأمريكي، وأكد زغبي أيضا أن الدراسة أوضحت أن الكثير من الأمريكيين يخلطون بين العرب والمسلمين حيث يعتبرون أن كل عربي هو مسلم بالضرورة كما يعتبرون أن كل مسلم في أمريكا هو عربي.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي