محاكمة وزير السماء والأرض

بدأت الخميس محاكمة كريم واد، نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد، في دكار، وهي المحاكمة التي تأخذ طابعا سياسيا، حيث يرى الكثيرون أن الرئيس مكي سال الطامع في ولاية رئاسية ثانية يريد من وراء هذه المحاكمة حرق أوراق خصمه الرئيس في المنافسة.

التهم الموجهة ضد كريم هي الثراء الحرام وهي تهم يصعب التحقق منها وتسهم بشكل كبير في تشويه صورة المتهم، خصوصا إذا كان يرغب مستقبلا في تسنم مواقع قيادية في الدولة، حيث يتهم كريم الذي قبع في السجن لستة عشر شهرا بالتكسب الحرام والحصول على 178 مليون يورو بصورة غير قانونية، لكن محامييه يقولون إن حوالي نصف هذا المبلغ الموجود في حساب في سنغافورة ثبت أنه ليس عائدا لموكلهم. ويقول الدفاع إن ثروته تناهز المليوني يورو كسب القسم الأكبر منها عندما كان يعمل في المجال التجاري في أوروبا قبل أن يصبح مستشارا ثم وزيرا إبان حكم والده.

وكريم الذي خلعت عليه الصحافة لقب وزير السماء والأرض حيث كان يتولى في عهد والده منصب وزير التعاون الدولي والنقل الجوي والبنى التحتية والطاقة، سبق وأن برأته فرنسا من هذه التهم كما أن تقريرا صدر في منتصف يونيو الماضي عن ثلاث منظمات حقوقية دولية، أكد أن محاكمة واد في السنغال بتهم الإثراء غير المشروع باطلة، بل تأتي في سياق حرب سياسية يشنها عليه مكي سال، لمنعه من الترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة. وبين التقرير أن محكمة الثراء غير المشروع، ألغيت أصلًا في العام 1984، أي أنه لا وجود لها منذ حوالي ثلاثة عقود.

أزمة محاكمة كريم واد ذات شقين: قانوني وسياسي؛ وهي من الناحية القانونية باطلة. ففي أكتوبر من العام 2012، وجه المدعي العام الخاص في محكمة الثراء غير المشروع تهمًا بالفساد لكريم واد. فتوجه هذا إلى المحكمة السنغالية العليا، بحجة بطلان المحكمة الخاصة للثراء غير المشروع. وفي فبراير من العام 2013، قضت المحكمة الخاصة في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ببطلان ملاحقة واد، ودعت السنغال لاحترام القوانين المحلية والدولية، والامتناع عن انتهاك حقوق مواطنيها.

وبالتالي يترافق الجدل القانوني مع الجدل السياسي حيث يرى أنصار الحزب الديمقراطى السنغالي بزعامة عبدالله واد الذي خسر الانتخابات لصالح مكي سال في الجولة الثانية في العام 2012 أن المحاكمة سياسية بامتياز والغرض منها تهيئة الأرض للرئيس مكي سال للفوز بولاية ثانية في الانتخابات القادمة في العام 2017، حيث انه في حال تمت إدانة كريم بالتهم الموجهة ضده فإن العقوبة بحقه ستكون السجن ما بين خمس إلى عشر سنوات.