محمود الدنعو

أين شركاء جوبا


[JUSTIFY]
أين شركاء جوبا

في يناير من العام 2011 وقبيل أن يذهب الجنوبيون إلى صناديق الاقتراع في استفتاء تقرير المصير كواحد من أهم استحقاقات اتفاقية السلام الشاملة التي وقعت عام 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في جنوب السودان، ذلك الاستفتاء الذي أفضت نتائجه إلى استقلال دولة الجنوب، في ذلك الوقت كتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مقالا نشرته أغلب الصحف الأمريكية جاء فيه “إذا اختار الجنوب الاستقلال فإن الأسرة الدولية، بما فيها الولايات المتحدة، سيكون لها مصلحة في ضمان أن الأمتين اللتين ستنبثقان، أي الشمال والجنوب، ستنجحان كجارتين مستقرتين وقابلتين للحياة اقتصاديا، لأن مصيريهما مترابطان. وجنوب السودان، بوجه خاص، سيحتاج لشركاء في المهمة الطويلة الأجل لتحقيق طموحات شعبه السياسية والاقتصادية”.

الآن وقد انتهى جنوب السودان إلى حافة الدولة الفاشلة التي يقتال أبناؤها بعضهم بعضا وتهدد المجاعة ما تبقى من مواطنيها الذين تشرد أغلبهم ومنهم من قضى نحبه في القتال ومنهم من ينتظر، أين هم شركاء المهمة الطويلة لتحقيق طموحات شعب الجنوب التي أشار إليها أوباما، بل أين هي الولايات المتحدة كشريك سياسي مهم للدولة الحديثة في أفريقيا، نعم هناك مساعدات إنسانية بغلت الـ(433) مليون دولار قدمتها الإدارة الأمريكية لجنوب السودان خلال هذا العام وتشمل المساعدات الغذاء، الماء، الرعاية الطبية، الدعم الزراعي وحماية المحتاجين، ولكن على المستوى السياسي لم يتجاوز الدعم السياسي زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى جوبا في مايو الماضي بعد ستة أشهر تقريبا على اندلاع القتال بين أنصار الرئيس سلفاكير ونائبه السابق مشار، وهدد كيري الطرفين بالعقوبات الرادعة حال لم يجلسا للتفاوض، وقد فعلا تحت سيف الوعيد والتهديد اتفاقا على وقف إطلاق النار في يونيو الماضي لم يصمد لأكثر من 24 ساعة، وكان الأحرى بواشنطون أن توالي ضغوطها على الأطراف للالتزام بوقف إطلاق النار والتفاوض السلمي لحل الأزمة، ولكن واشنطون التي يبدو أنها باتت مشغولة بملاحقة تطورات الأحداث الساخنة في أكثر من بؤرة في العالم لم تعد تهتم بملاحقة ملف أزمة الجنوب، رغم الجمود الراهن للعملية السلمية التي تتوسط فيها دول الإقليم، وحتى عندما أعلنت الوساطة الإقليمية استئناف التفاوض الأسبوع الماضي سارعت بريطانيا إلى الترحيب، ودعا وزير شؤون أفريقيا بالخارجية البريطانية مارك سيموندز، إلى وقف إطلاق نار فوري والتوصل لسلام دائم في جنوب السودان، معربا ترحيبه ببداية الجولة القادمة من محادثات السلام تحت قيادة الإيقاد، بينما لم تصدر الولايات المتحدة ما يفيد ترحيبها باستئناف التفاوض والضغط على الأطراف لحسم خلافاتهما في هذه الجولة.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي