منى سلمان
جبروت (نقّة) إمرأة
إنشغل بضبط إيقاع خطواته الخفيفة وهو يتجه نحو الغرفة الوحيدة في نهاية الحوش، حتى لا يوقظ (الظالم) ويقطع عليه عبادة النوم، ولكنه انتبه فجأة لخلو العناقريب المتناثرة في الحوش من المراتب وعمّارها من شياطين الإنس الصغار، أو مجموعة الذنوب التي انجبها من ظهره ليعاقب بهم في الدنيا قبل الآخرة .. كما كانت أمه تدعوا أبنائه الخمسه الصغار، كلما قلبوا لها البيت رأسا على عقب عند زيارتهم الإسبوعية للبيت الكبير ..
توجه ببصره تلقاء موقع كان يتحاشى النظر إليه بالقرب من حيطة الجيران، حيث كان يقبع سريره المفروش بجوار سرير (نعيمة) الخالي والذي كان يعاني من الصمت المطبق بسب إفتقاده لشخير صاحبته !!
ضرب على جبينه عندما تذكر ما قالته له (نعيمة) بوجه عابس في صباح اليوم قبل مغادرته للعمل:
بعدين وكت تمرق المغربية من المصنع تعال دربك عديل علي البيت .. ما تسوي للدرب كليوات متل عوايدك .. آي تعال طوالي عشان تلفى سيد اللبن، الليلة نحنا ماشين نبيت مع ناس محاسن اختي باكر سمايتا.
ثم عاد بالذاكرة لليلة السابقة واسترجع (الشمطة) بينهما والتي وصلت لعنان السماء، عندما عاد للبيت متأخرا بعد صلاة العشاء، فقد ثارت ثائرة (نعيمة) حين أخبرها بعذر تأخره حيث ذهب لبيت خاله سعيد، ليساعده حسب طلبه في تركيب مروحة جديدة لديوانه .. كانت (نعيمة) لا تشعر بالارتياح من زيارة (مهدي) لبيت خاله وبناته السمحات فقالت بغضب:
آآي .. عارفاك بتدور تساسق علي بيت خالك كل ما لقيت ليك فرطة .. بنات خالك ديل ما كانن قدام عينك زمان .. مالك ما أخدتا ليك واحدة فيهن مادامك متشحتف عليهن متل ده ؟!!
أقامت عليه الليلة نكدا ونقّة ولم تتوقف عن لومه وتقريعه حتى نام جميع الصغار، بينما ظلت هي تهري وتنكت ثم تعيد وزيد في سيرة البحر وهي مضجعة على جانبها في السرير ..
وفي الجانب الآخر من الحائط وفي بيت الجيران، كانت نقة (نعيمة) قد اقلقت منام جارهم (حمدنا الله) وأفسد صوتها العالي السنين أعصابه، ومزاج طاسته التي صرف نصف رزق يومه على تعميرها، فجلس متزمرا يدعوا على صنف الحريم ونقتهن من زمن أمنا حواء وحتى آخر وليدة ستنزل للدنيا قبيل عصر يوم القيامة بقليل، وعندما كتر عليه صاح مناديا على (مهدي) من مجلسه على سريره ونصحه قائلا:
طلّق واستقر يا مهدي .. طلّق واستقر يا مهدي ….
وظل يكررها حتى تمنّت (نعيمة) أن ليته سكت فقد أرخى (مهدي) أذنه لكلام جاره (حمدنا الله) وكأنه قد وقع له في جرح ولفق معاه !
تذكّر(مهدي) كل أحداث الليلة الماضية وما تلاها من مواصلة النقة صباح اليوم في نفس الموضوع قبل أن تخبره (نعيمة) برغبتها في الذهاب للنوم مع شقيقتها محاسن .. أحس كأن حملا ثقيلا قد إنزاح عن صدره فجأة بإداركه لأنه قد أفلت من النقة لليلة كاملة، فرفع كتفيه ونصب قامته الطويلة وسار نحو فراشه بخطوات واسعة ثم القى بنفسه فيه من الأعلى حتى تأرجح به السرير .. تمدد فاردا ذراعيه وسحب أنافسه بقوة امتلاءت بها رئتاه بالاكسجين النقي ثم زفرها مع (آهة) استرخاء من الأعماق .. نظر حوله للصمت والسكون الذان يخيمان على البيت وشعر بالطمأنينة تسري في أعصابه المشدودة وهبت نسمة هواء باردة على وجهه فإنتصب واقفا على قدميه في منتصف السرير وقفز بضع قفزات كالطفل ثم رفع قبضة يده اليمنى وهتف عاليا:
تحيا الحرية !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
اختي المنينه بت عشه ام الرير ده شنو الراجل الرمه ده مايورها العين الحمرا فعلا في زي ديل زي النقاقه دي ما كانت تقع في زي ناس حمدنا الله علشان يورها النجوم في عز الضهر
رجال كرتون الزى مهدى دة نقة شنو كمان كل شيىء ولا دة واهو االحريم على قفا من يشيل والمراة ما بدقوها الا باختها وجارو حمدنا الله زاتو كان ليه حبل عليها كان لحقها امات طه
نحن فبيل شن قلنا ؟؟
والله زولنا ده بتاع تعيش الحرية ده اتلقيهو منجض الناس برة البيت نجاضة أمانة النسوان ديل ما نجيضات من زمن الخليفة عمر وقصته الشهيرة
تلقي الجنرالات العتاة وبيهزو وبيرزو وراهم نسوان سالطات بالمرة والله الواحدة لمن تقيف وتنادي على الواحد بأعلى صوتها يقرب يقول ليها نعم سيادتك وأخوانا العسكريين يقولوا للمرة( الكمندان بتاعي ) أو قائدي المباشر والأخوة في الخدمة المدنية يقولون( رئيسي المباشر )يعني اخونا مهدي ما براهو ونحن قبيل قلنا شنو الراجل الما بيخاف من مرتو مالو؟وكان الله في عون مرؤوسي سي مهدي هذا لانو زي ما هو مهروش في البيت حيهرش الجماعة في العمل وحيعمل فيها أنو هو أرجل راجل. ودمتم
الاستاذة الكريمة
لفت نظري في حكايتك السابقة عن( برايتك السنينة) التى تبرى القلم فتجعله اسن من رأس رجل( مرتو نقاقة) ولا اكتمك اني ضحكت ثم تحسست راسي متفقدا اياه فقد اخذتني الشفقة عليه .
انا وابني الاكبر نطلق على( جماعتنا) لقب( هتلر ) وهو اقتبسناه من مسلسل لفردوس عبدالحميد ومحمود يس وحسن حسني ولكن دون ان تسمع ذلك
احيانا يحن الانسان الىبعض الفوضى مع الابناء ولكن هذا دائما يتعارض مع مبادئ واساليب النظام( لهتلر ) وخاصة ان الامر دائما يكون داخل مملكتها الصغيرة وعندما يسمع الحماعة وقع اقدامها يتهامسون هتلر هتلر قبل ان ينفض سامرهم وعبارات التانيب تتبعهم واباهم ..
ولكن مهما تفننت فلن ابلغ ما بلغه زولك مهدي هذا وانا عبركم اقدم له نصيحة بان يتفق مع ام عياله بان يكون هنالك يوم للنقة ويوم للهدوء والسكينة…. بس خايفين كمان نعيمة تعمل ليهو حكاية بكرة النقة بكرة النقة …..ودمتم
والله ياجماعة الأستاذة منى دي فنانة فنانة عديل كدة وانا ما عارف هل المقالات والقصص البتكتبا ممكن تكون مسلسلات أو تمثيليات درامية لانها تعكس واقعنا تماماً وفي نفس الوقت انا بشوف الحس الكوميدي عندها عالي جداً يعني لما اقرأ المقال تلقاني اقرقر واتبسم لما الحولي يقول خلاص جاتة الحالة ,,
على كل حال ربنا يديك العافية بقدر ما قدمتي وداخلتي الأبتسامة والفرح في قلربنا ….
المبدعة دوما منى كل مرة تتناولي شئ من يوميات كل بيت وتحليلك لكل انماط الشخصية المتواجدة دوما معنا ..صح كلامك في مرة نقانقة لكن الرجل لو خليناه علي هواه تعم الفوضى في نوع ما بسال الاولاد عملو شنو يخلي كل شئ علي الام وفي النهاية يكون هو الاب الحنون والام هي العسكري ودا اسواء شئ لازم يكون في تبادل في الادوار وبقول لي عينة نعيمة ديل مزيدا من الحرية عشان الحياة تحلى .ولك مودتي وتحياتي.
التحية لك اخت منى
سمعنا ب اتزوج واستقر لكن طلق واستقر دى جديدة علينا
تسلمى واديك العافية