محمود الدنعو

المركز الجديد للنمو العالمي


[JUSTIFY]
المركز الجديد للنمو العالمي

أشرنا من قبل إلى التنافس المحموم بين الصين وأمريكا على النفوذ والموارد والفرص الاستثمارية في أفريقيا وراء سعي أمريكا إلى التقارب الحالي مع أفريقيا من خلال القمة (الأميركية – الأفريقية) التي انطلقت بواشنطون تحت عنوان: الاستثمار في الجيل القادم، ولكن يبدو أن الدافع وراء انعقاد القمة محاولة من الرئيس باراك أوباما ابن القارة الأفريقية لفعل شيء لأبناء عمومته في أواخر ولايته الثانية بالبيت الأبيض كأول رئيس ملون في أمريكا، وعندما فاز في العام 2008 تصاعدت الآمال بعلاقات أكثر إيجابية بين القارة الأفريقية والولايات المتحدة التي كانت تتعامل مع القارة الأفريقية كمصدر محتمل لإرهابيين في شرق أفريقيا والصومال أو في الساحل الغربي، دون الدخول في شراكات اقتصادية على غرار الصين واليابان والهند والبرازيل، ويفهم من تصريحات جاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا التي قال فيها إنه يعتقد أن الرئيس باراك أوباما لم يفعل ما كان يتوقعه الأفارقة من أجل رخائهم، إلا أنه كان عليه أيضا أن “يخطو بحذر شديد” بشأن أصله الأفريقي، يفهم منها أن القمة الراهنة محاولة لفعل شيء، خصوصا وأن زوما الذي كان يتحدث بلسان أغلب الأفارقة لم يفقد الأمل عندما أضاف أمام نادي الصحافة الوطني في واشنطن “اعتقد أنه كان بإمكانه القيام بأكثر من ذلك، لكني أعتقد أنه كان دائما واعيا لذلك”.

لم يكن زوما وحده من صوَّب انتقادات إلى إهمال أوباما لقارة أجداده في ولايته الأولى وذهبت وسائل الإعلام إلى مقارنة فترة أوباما بسلفه جورج بوش الذي أنفق نحو 15 مليار دولار لمحاربة الأيدز في أفريقيا.

ومع الإقبال الصيني والفرنسي على أسواق القارة الأفريقية تسعى واشنطون إلى استدراك ما فاتها من فرص الاستثمار في أفريقيا، من خلال مخرجات القمة الحالية التي يرغب القادة الأفارقة المشاركون في فعالياتها في تجديد برنامج يمنحهم مزايا تجارية من بينها إعفاء صادرات أفريقية من رسوم جمركية بمليارات الدولارات، وتمديد العمل به لمدة 15 عاما، وقالوا إنه سيعزز العلاقات التجارية ويدعم التنمية في القارة.

وبلغت قيمة الصادرات المتجهة من دول أفريقيا جنوب الصحراء إلى الولايات المتحدة – وعلى رأسها النفط – بموجب قانون النمو والفرص وامتيازات تجارية أخرى 26.8 مليار دولار في العام 2013.

وتدرك واشنطون مستقبل اقتصاديات القارة الأفريقية، حيث أشار وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى أن سوق الأيدي العاملة في أفريقيا سيكون أكبر من الصين والهند بحلول العام 2040. وأضاف: أفريقيا هي المركز الجديد للنمو العالمي.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي