منى سلمان
الودود الولود

(شاققت) بين طرقات الحي على قدميي في نهار شمسه (تقلي الحبّة) لأختصر المشوار، وكانت الشوارع شبة خالية لشدة السخانة، وفجأة انفتح باب أحد البيوت وانطلق من داخله ثلاثة أطفال حفاة الأقدام .. بنت وصبيين جميعهم دون السابعة، تسابق الصبيان جريا وهم يتنازعان بينهم (موبايل) تنبعث منه نغمة واحدة من أغاني (وردي) بينما البنيّة وهي الأكبر سنا تصيح من خلفهم:
أجروا سريع .. وصلوا لأمي الموبايل قبّال يقطع !
ولكن قبل أن يبلغ الصغار منتصف المسافة لبيت الجيران، والذي يفصله عنهم عدة بيوت، بدأ أصغرهم في البكاء وحاول السير على أمشاطه من شدة سخونة الأرض، فأسرعت البنيّة لتحمل شقيقها الصغير و(فشخته) على جانبها بمشقة .. تمايلت على الجانبين من وطأة ثقل الحمل على بنيتها الدقيقة وأسرعت في صحبة شقيقها الآخر وهما يعانيان من لسعات (الرمّاضة) على أقدامهم الصغيرة ..
أسرعت إليهم وحملت عنها الصغير و أنا ألومهم في تحشّر معبوباتي أصيل:
ماشين حفايا في الحر ده ليه ؟ .. أمكم وين ؟
فأجابتني البنيّة بأنهم يودون اللحاق بأمهم الـ (بتتونس عند الجيران)، لأنها نسيت أن تحمل موبايلها وضرب في غيبتها .. (تشمّرت) أكثر وسألتها:
المعاكم منو في البيت ؟
فأكملت الصغيرة هجمتي بالجواب: (ما معانا زول .. قاعدين برااانا) !!
تممت لنفسي: (أمكم باليما التنمّها أم قلبا ميت) !!
يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة).
كانت أمهاتنا الزمان يتباهين بكثرة الإنجاب، ويعلين شأن المرأة الولود التي تجتهد في أن تجعل (كل حول بي زول) وكان من المألوف أن تنجب الزوجة ما بين العشرة والخمس عشرة ابنا .. من باب الاقتداء بالسنة والغاية النبيلة من كثرة الإنجاب وهي إكثار أمة سيدنا محمد (ص)، كذلك للحفاظ على الازواج بفهم أن الرجل يجب أن يربط في مراح الزوجية بحبل الولادة الكتيرة ..
وللحق لم يكن الرجل فقط هو من يربط بالأبناء، فالزوجة أيضا كانت ترضى بالصبر على الضيم من أجل أبنائها وتسميهم (قيد الهوان لي آخر الزمان)، فعندما تنجب الأم تظل إلى ساعة الممات في أسر الحياة الزوجية، مهما لاقت في هذه الحياة من صنوف العذاب لأن أبنائها أعزّ عليها من نفسها وأولى أن تضحي بسعادتها من أجل استقرارهم ..
ثم جاءت أوقات خرجت المرأة فيها للعمل فقلّت أوقات الفراغ التي يجب أن تقضيها في تنشأة الابناء وتكرسها للعناية بهم، وقلّ تبعا لذلك إنتاجها حتى صارت من تنجب أكثر من ستّة أبناء عرضة للسخرية وتنعت بـ (الجدادة) التي تضع كل يوم بيضة !!
كما تكون عرضة للعين والنجيهة بل والوحسد من رفيقاتها المحتارات فيها .. من أين تأتي بالمروّة اللازمة لـ (جري) الرباية و(طيران) الشغل ؟!!
كما لا يجب أن ننسى أن كثرة الإنجاب (زمان)، كان بسبب زواج الفتيات في سن مبكر جدا مما يتيح لهن فرصة الأستفادة من سنين خصوبتهن أقصى إستفادة، أما (الآن) فمن تتزوج وهي في الثلاثين أو على أعتاب الأربعين فغاية المنى عندها أن تخرج من تحت ظل سيف (العُقُر) ببطن أو أثتين بعد أن أنجاها الله من سيف (البورة) ..
كذلك صعوبة ومشقة تربية الأبناء على أم اليوم، مقارنة بالأم زمان والتي كانت تتشارك هم الرباية مع جميع أفراد الأسرة ويساهموا معها في رعاية الابناء .. هو وينو تعب الرباية زمان ؟
مش كانوا الصباح بفتحوا الباب للشفع ويطلقوهم زي الغنم، وقبل المغرب الجمع والتمام وبعده شرب الشاي والنوم على عناقريب الحبل ؟!! فلم تكن رباية الاطفال بنفس المشقة التي تكابدها أمهات اليوم، وإن قالت حبوباتنا عن مشقّتها أنها متل (قَرش الحصى) .. غايتو أكان يجن يشوفن قرش الحصى الحاصل معانا هسي !! فقد صارت التربية متل قرش الجمر وليس الحصى ..
ورغم ذلك ما زالت بعض أمهات اليوم، يمارسن سياسة الجدادة في (التفقيس وطلق الكتاكيت)، كحال أم أولئك الصغار (الهملت) طلبا للونسة في بيوت الحلة، بعد أن تركت صغارها خلفها، شبة عراة، سائلى الأعين والأنوف، وقد تخرخرت الأوساخ من على أقدامهم الحافية، وفاحت من أردانهم المهلهلة مخلفات روايح ما سقوا به مضاجعهم من (الليان) .. وبرغم شدة الحر وسخونة الشمس يتسابقون في محنّة تحنن ليوصلوا لها الموبايل حتى لا تفوتها المكالمة .. إن شاء الله ينضموا بي كلاما !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com



بعد التحية و السلام دكتورة مني
لا تعجبي فشاكلتها كثر و لا تلومي فهذا حقيقة جزء من موروثاتنا فأنت و أنا و حسب ظني كل من تخطي الثلاثين اكاد أجزم بأنه قد تقلي في جمر الرمضاء و سمع كر علي هسع بتروح كان تلبس نعلاتك او ( جومايكتك) آلخزين.
عزيزتي مني أمثال هؤلاء كثر والحول بزول كما قال شاعرنا ود بادي لكن ايه رأيك في الناس البتخلف عيال وتفتح البيت ذي الزريبة من الصباح والتمام في المساء جايين بطيناتهم حارة ناقصين بس تطريشه زيت على رجيلاتهم التي أنهكها التعب والمساسقة بالمناسبة أنا أعرف شيخ في غرب السودان أتباعه بخلفوا ويربوا في التكيه بركاتك يا شيخ .
العزيزة المنينة ام الريل كما يحلو ان يطلقها عليك الاخ المراقب كلامك مية فى المية هن ما حامدات الله انو اداهم نعمة فيجب المحافظة عليها الواحدة من الصباح تفتح ليهم الباب ومستعده ماتسال اكلو شنو ولا شربو شنو تلاقاها فى ونسة الجبنة للساعة اربعة مواعيد رجوع ابو الشباب والغداء حدث ولاحرج القطر قام ربنا اكون فى عونو ونتمنى ان تستفيد الامهات المهملات من هذا الحديث السلس وربنا اذيدك من حكاويك الجميلة ذات المعنى الجميل واحلى حاجة طريقة سردك للموضوع
وياروحى سلام عليك;) 😉 😉 😉 😉 😉 😉
اختي المنينه بت عشه ام الرير نقول نتمني ان يرجع الزمن الي الوراء حتي يعود الناس علي سيجتهم ولكن سرعة العصر ابت الا ان يكون الوضع مثل الان زمان العيشه علي ايام ابهاتنا كانت عسل والناس علي البيضاء تقلي كم اسرة في مطبخ واحد ودكل واحد ابن اليوم كل واحدة عازوة تفرز عيشتها . الموظفة اليوم كيف تنجب وبالها علي الوظيفة والعمل والراجل كمان زيها مهلوك ومسكسر في الشغل بالله كيف ينجبوا وكمان الاكل ليهو اثر والله بتلك المعطيات الا ينجبوا بالمراسله سلامي
العزيزة مني من تنطبق عليهن الفقرة الاخيرة للآسف الشدييد لسن من قارئات قصصك ذات الدلالات العميقة … وبيني وبينك مرااات ( الهملة ) تنبت ناس محصنين ضد غوائل الدهر وافات الزمن حكمة الهية كدة .. وانظري لجيلك ومن سبقك ثم جيل اليوم ولك أن تلاحظي الفرق ..!!!
(((بعد أن تركت صغارها خلفها، شبة عراة، سائلى الأعين والأنوف، وقد تخرخرت الأوساخ من على أقدامهم الحافية، وفاحت من أردانهم المهلهلة مخلفات روايح ما سقوا به مضاجعهم من (الليان) ..)))
والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء..!!
خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ
ماشاء الله عليك يا منو برضو تعرفي تبهدلي بالعربي الفصيح..!!
تسلمي يارب وربي يخليك يا ست الصحافة