محمود الدنعو

البيان الأوروبي

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] البيان الأوروبي [/B][/CENTER]

دعا وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك إسرائيل وحماس إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال الوزراء الأوروبيون “إن الهدف الأخير يجب أن يكون العودة إلى المفاوضات على أساس حل الدولتين الذي يبقى الوسيلة الوحيدة لحل النزاع وإنهاء المعاناة التي يسببها للجميع”.

إذن يرمي هؤلاء الوزراء الأوروبيون الكرة في ملعب إسرائيل التي ما انفكت ترمي قطاع غزة بالنار منذ أكثر من شهر، ويطالبونها بالعودة إلى التفاوض على أساس حل الدولتين أي بمعنى العودة إلى مفاوضات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة والتي استئنفت العام الماضي بعد طول توقف، واستمرت لسبعة أشهر تقريبا ثم عادت إلى الجمود مرة أخرى بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي.

بيان الوزراء الأوروبيين حمل عبارات قوية وواضحة وواجبة النفاذ عندما دعا الطرفين إلى العودة فورا إلى وقف إطلاق النار، وقدم دعمه الكامل للجهود التي تبذلها مصر في هذا الإطار.

البيان الأوروبي جاء ليؤكد حقيقتين ظللنا نرددهما كل مرة أن إسرائيل بتعنتها دمرت عملية السلام التي كان يقودها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وأن الحرب الراهنة في غزة لا يمكن وقفها بأي تسوية سياسية دون الدور المصري المحوري والرئيس.

البيان الأوروبي كشف كذلك نهجاً دبلوماسياً مغايراً لتعاطي واشنطون مع الأزمة، فلغة البيانات الأمريكية لا تخفي انحيازها الواضح لصالح إسرائيل في هذا الصراع الأزلي، بينما اجتهد من دبجوا البيان الأوروبي في الظهور على الأقل بمظهر المحايد ليس فقط من يحمل الضحية والجلاد ذات المسؤولية وبنفس المقدار، ولكن من يسعى إلى حل يتجاوب معه الجميع عندما قال البيان الأوروبي بخصوص الهدنة الدائمة التي يدعو لها ويدعمها، حيث ذكر البيان بأن “الهدنة يجب أن تنص على إجراءات من شأنها الاستجابة لقلق إسرائيل بشأن الأمن ولطلبات الفلسطينيين بشأن رفع القيود المفروضة على غزة”، وبهذا يبدو البيان الأوروبي الأقرب إلى الواقعية عندما يدعو إلى فك حصار غزة بنهاية المطاف من خلال رفع القيود، كما يلاحظ أن البيان استخدم عبارة (قلق) إسرائيل و(طلبات) الفلسطينيين، فأيهما أقوى؟.

البيان الأوروبي كذلك جاء متجاوبا نوعا ما مع الرأي العام العالمي الرافض لمواصلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أشارت وسائل الإعلام أمس إلى خروج متظاهرون بالآلاف في أكثر من مدينة حول العالم للاحتجاج ضد إسرائيل، من صنعاء ولندن وباريس وكيب تاون في جنوب أفريقيا مرورا بميلبورن الأسترالية، وبنغالور الهندية جميعها هذه المدن التي تمثل جهات العالم الجغرافية خرجت لتضامن مع غزة والتنديد بالحرب الإسرائيلية ضد المدنيين العزل المحاصرين في قطاع غزة.

[/SIZE][/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي