محمود الدنعو

سيناريوهات العراق


[JUSTIFY]
سيناريوهات العراق

سيناريوهات قاتمة بانتظار العراق في تشبث نوري المالكي برئاسة الوزراء رغم تكليف الرئيس العراقي فؤاد معصوم رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي لتشكيل الحكومة، ومن السيناريوهات القاتمة أن يلجأ نوري المالكي للخيار العسكري لحماية شرعيته المزعومة بعد أن فقد حتى أصوات كتلته الشيعية داخل البرلمان، وفقد كذلك أهم حلفائه الولايات المتحدة وإيران، اللتان سارعتا إلى تهنئة العبادي، بل إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لم ينتظر الاستماع لصرخات حليفه السابق عندما أعرب عن استعداد واشنطون التام لدعم العبادي حاثا إياه على الإسراع في تشكيل حكومة جامعة.

لم تعد أمام المالكي خيارات أخرى سوى الاستسلام للأمر الواقع، فحلفاؤه تركوه لأنه فشل خلال الأعوام الثمانية الماضية في إدارة العراق بل ساهم في تشكيل الوضع الراهن، الذي شهد تدهوراً مريعاً في الأحوال الأمنية جراء الصراعات الطائفية التي أشعل أوارها المالكي بسياساته التي مزقت العراق الممزق أصلا بسبب الغزو الأمريكي. المالكي خسر أولا الحاضنة الشيعية عندما تخلت عنه الزعامات الروحية للشيعة وخسر الحاضنة الإقليمية المتمثلة في إيران، وكذلك تركيا، وكان لافتا التوافق النادر على خليفة المالكي من الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية في العراق مما يعني أن المالكي خسر كل شيء.

اختيار العابدي الشخصية التوافقية لن يترك أمام المالكي مجالا للمناورة، فالإجماع المحلي والإقليمي والدولي عليه، يقلص خيارات المواجهة التي كان المالكي يرغب فيها، كما العبادي نفسه سعى إلى تقليص مساحة المواجهة عندما قال في كلمة له إن المالكي أخ ورفيق درب، مشيدا بما سماه (إنجازاته الهائلة)، وذلك في محاولة لتهدئة ثورة المالكي الذي قال إن تكليف العبادي بتشكيل الحكومة العراقية غير دستوري، وحشد الجيش والشرطة والمليشيات التي تحت أمرته للمواجهة المسلحة التي كانت ستكلف العراق جرحا آخر على الجراحات النازفة الآن، ولكن القادة العسكريين أبطلوا مفعول خطة المالكي عندما مع تعهدوا بالولاء للرئيس فؤاد معصوم واحترام قراره بتكليف حيدر العبادي بتشكيل حكومة جديدة.

العبادي يبدو الرجل المناسب لقيادة العراق في هذه المرحلة الحرجة، فهو يمزج بين الرجل السياسي والتنكو قراط، وتصريحات الأولية تشير إلى أنه رجل دولة يميل إلى التهدئة، حيث دعا القوات الأمنية والمتطوعين والعشائر إلى الاستمرار في الدفاع عن الوطن ضد تنظيم (داعش)، وفيما طالب القوى السياسية بـ (عقل مفتوح) لوضع رؤية وطنية مشتركة لحل الخلافات، أشاد بموافق المرجعية الدينية الشجاعة.

أمام العبادي ثلاثون يوما لتشكيل الحكومة الجديدة التي أمامها مهام جسام أولها نزع فتيل الصراعات الطائفية والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية داعش الذي بسط سيطرته على أجزاء واسعة في شمالي وغربي العراق.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي