محمود الدنعو

تحديات تعزيز العلاقات


[JUSTIFY]
تحديات تعزيز العلاقات

بعد حالة دفء عابرة في العلاقات الباكستانية الهندية عقب تولي رئيس الحكومة الهندي الجديد ناريندارا مودي منصبه، وكان حفل تنصيب مودي مناسبة لإعادة الأمل في علاقات طبيعية بين البلدين عندما حضر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف حفل التنصيب، وجرى التأكيد من الطرفين على المضى قدما في عملية التفاوض لتطبيع العلاقات بين البلدين الجارين. واعتبر مراقبون قرار مودي دعوة نظيره الباكستاني إلى حفل تصيبه إلى جانب العديد من رؤساء الدول والحكومات من اتحاد جنوب آسيا للتعاون، إشارة حسن نوايا من قبل الطرفين. وكان اللقاء بين رئيسي الوزراء ودياً وصريحاً، لكن من دون تحقيق اختراق كبير، وهو أمر اعتبره المراقبون كذلك طبيعياً، ولكنهم لم يفقدوا الأمل في الحفاظ على حالة الدفء وحسن النوايا بين الطرفين، ولم تمض أشهر قليلة على ذلك اللقاء التاريخي بين رئيسا وزراء البلدين الذي فتح بابا للأمل، وإن لم يفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين حتى لاحت مجددا بوادر التوتر في العلاقات بين البلدين عشية ذكرى استقلال البلدين عن بريطانيا وانفصلاهما عن بعض، فأمس وصفت باكستان اتهامات رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لها بانخراطها في حرب إرهاب بالوكالة ضد بلاده بأنها (مؤسفة للغاية). وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم في بيان أن التقارير الإخبارية حول الاتهامات الهندية التي تمت من أعلى مستوى سياسي مؤسفة للغاية وخاصة في ظل رغبة القيادة الباكستانية في إقامة علاقات حسن جوار مع الهند.

وكان رئيس الوزراء الهندي قال أمس خلال أول زيارة له إلى إقليم جامو وكشمير المتنازع عليها مع باكستان إن “الدولة المجاورة فقدت القوة على القتال في حرب تقليدية، ولكنها تستمر في الانخراط في حرب إرهاب بالوكالة”.

ونقلت الصحف الهندية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية تأكيده بأن “أسوأ الهجمات التي تعرضت لها الهند، كانت تأتي من الأراضي الباكستانية، كالهجوم على البرلمان الهندي وهجمات مومباي الإرهابية”.

وأشارت افتتاحية صحيفة (ذا إنديان إكسبريس) إلى أن حربا كلامية اندلعت وتبادل للاتهامات المجانية بين البلدين، مما قد يؤدي إلى تعميق الهوة بين البلدين الجارين، كما سيذكي أجواء عدم الثقة بينهما في القادم من الأيام.

ويبقى الأمل في أن تتجاوز علاقات البلدين هذا التوتر العابر خصوصا وأن الأصوات من الطرفين تدعو إلى الإبقاء على حالة الدفء وتعزيزها خاصة في المجال الاقتصادي، حيث سبق أن تعهد رئيس الوزراء الباكستاني خلال ترشحه لرئاسة الوزراء، أنه سيمنح الهند وضع الدولة المفضلة للتجارة معها، ويزيل التعرفة الجمركية معها، لكن ذلك لم يحدث الآن بعد وصوله إلى سدة الحكم.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي