محمود الدنعو

باكستان.. عودة الجيش


[JUSTIFY]
باكستان.. عودة الجيش

الاشتباكات الراهنة بين أنصار الحكومة الباكستانية برئاسة نواز شريف، والمعارضين بزعامة نجم الكريكت السابق عمران خان والزعيم الروحي طاهر القادري العائد من كندا مؤخرا، هذه الاشتباكات أو بالأحرى التظاهرات التي ترفع شعار إسقاط حكومة شريف، تكشف عن أزمة سياسية في باكستان التي شهدت العام الماضي، لأول مرة تسليم حكومة منتخبة من أخرى دون أن تقطع الانقلابات العسكرية طريق التطور الديمقراطي، ولكن الأزمة الراهنة بسبب مزاعم تزوير في الانتخابات السابقة وأن حكومة شريف تقاعصت عن محاسبة المتورطين، هذه الأزمة في نظر بعض المراقبين تدخل غير مباشر من مؤسسة الجيش التي فضلت هذه المرة الانقلاب بالوكالة المدنية من خلال دعم المظاهرات الراهنة، وتتهم الحكومة المحتجين بمحاولة تقويض المسيرة الديمقراطية في باكستان، لكنها أعلنت أيضا عن تشكيل لجنة خاصة منبثقة عن المحكمة العليا للتحقيق في مزاعم التزوير والغش في انتخابات 2013. ولكن عمران خان رفض الإجراء الحكومي، وقال إنه سيمضي قدما بالمسيرة التي دعا إليها، والتي ستتوجه من لاهور إلى إسلام أباد. وقال خان إن الأمر الوحيد الذي من شأنه إيقاف المسيرة هو إعلان نواز شريف استقالته.

علاقة شريف بالمؤسسة العسكرية بدت فاترة بسبب سعيه للتفاوض مع حركة طالبان وإرساله إشارات إيجابية تجاه الهند قبل التوتر الأخير، وأضمرت المؤسسة العسكرية ذلك حتى سنحت لها الفرصة في إذكاء المعارضة لحكومة شريف التي لا تحركها فقط رغبة أحزاب المعارضة الظاهرة في استقالة حكومة شريف ورغبة المؤسسة العسكرية المستترة في الإطاحة بشريف، بل أن أداء حكومة شريف في الأشهر الأخيرة ساعد في تأجيج مشاعر الشعب ضدها. حيث تدهور الاقتصاد والزيادة المطردة في ظاهرة التشدد المسلح وتردي الخدمات العامة كالكهرباء.

المؤشرات على الجيش وراء الاحتجاجات الراهنة عديدة منها تصريحات زعيم المعارضة طاهر القادري الذي دعا إلى تولي حكومة جديدة يدعمها الجيش مقاليد الأمور في البلاد، ولكنه ينفي أنه يحظى بتأييد الجيش.

الاحتجاجات التي تتزامن مع احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال حيث المشاعر الوطنية على أوجها تقابلها حكومة شريف بحسم عنيف، فقد حذرت محكمة عمران خان وطاهر القدري من الانخراط في ما أسمته أي أنشطة غير دستورية، خلال المظاهرات التي يعتزمون تنظيمها في العاصمة إسلام آباد ومدن باكستانية أخرى يتوقع أن تشتعل خلال اليومين القادمين في أكبر تحد أمام حكومة شريف التي تتهم مؤيدي الرئيس السابق برويز مشرف بالوقوف وراء الحملة التي تتعرض لها الحكومة الحالية ومحاولة إسقاطها، وكان شريف قد أمر في خطاب متلفز للشعب الباكستاني المحكمة العليا بتشكيل هيئة تحقيق قضائية في مزاعم المعارضة، بتزوير انتخابات صيف العام الماضي.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي