محمود الدنعو

المفاوضات غير المباشرة


[JUSTIFY]
المفاوضات غير المباشرة

تُستأنف اليوم (الأحد) في القاهرة جولة جديدة وحاسمة من المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مسعى للتوصل إلى اتفاق تهدئة دائمة برعاية مصرية، وكانت مصر قد أعلنت هدنة جديدة لمدة خمسة أيام بدأت منتصف ليل الأربعاء (الخميس)، بعد انتهاء تهدئة استمرت ثلاثة أيام، وتبدو المعركة التفاوضية هي الأشرس ولا تقل عن المواجهات المسلحة، حيث يسعى الجانب الفلسطيني للتأكيد على تحقيق المطالب الفلسطينية المتمثلة في وقف كافة أشكال العدوان والحرب ورفع الحصار بالكامل عن قطاع غزة.

وتهدد حركة حماس إسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني، أو مواجهة حرب استنزاف طويلة.

ورغم أن مواقف الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لا تزال متباعدة، فإن الوفد الفلسطيني عليه القتال من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة، وتحقيق مطالب الفلسطينيين، وجرى تأكيد الفلسطينيين على الدور المصري كعامل حاسم في التفاوض لاسيما بعد أن تعطلت المفاوضات لفترات بسبب الاختلاف حول الدور المصري، ولكن مجريات وتطورات الأحداث أثبتت أن لا بديل للدور المصري الذي نجح في الحصول مؤخرا على هدنة الأيام الخمسة، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة إيجابية تعزز التفاوض الراهن، وأشار الدكتور نشأت الديهي الخبير في الشؤون الدولية في تصريحات لموقع (فيتو) الأخباري المصري، أن مصر تقوم بدور قوي وفعال ومخلص، لنجاح مبادرة القاهرة، وأنها الوحيدة التي استطاعت الوصول لهذه المرحلة، وأن نجاح مصر في الحصول على تمديد للهدنة بسبب الضغط المصري على طرفي النزاع، كما أنه يتيح مساحة أكبر لإنهاء المفاوضات بشكيل جيد.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن القيادي في حركة (الجهاد الإسلامي)، خالد البطش، عضو الوفد الفلسطيني، قوله إن الحركة “لن تقبل بأي دور بديل عن الدور المصري”، في إطار رده على سؤال عما إذا كانت هناك وساطات أخرى تلوح في الأفق، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

تبدو الأجواء مواتية لإحداث اختراق في التفاوض بالتوصل إلى التهدئة الدائمة للأوضاع في غزة. فالفصائل الفلسطينية أكثر وحدة في المواقف من قبل، ويبقى الدور على الجانب الإسرائيلي للتأكيد للرأي العام العالمي ما إذا كان راغباً فعلاً في السلام، وجاهزاً للتفاوض، خصوصاً وأن العمليات العسكرية التي شنها الجانب الإسرائيلي مؤخراً لم تحقق المطلوب بحسب الصحافة الإسرائيلية، فلا تزال شوكة حركة حماس قوية، وإنما ساهمت تلك العلميات وما رافقها من انتهاكات لحقوق الإنسان في تآكل صورة إسرائيل في الرأي العام العالمي، حيث خرجت مظاهرات عدة في مختلف العواصم الدولية منددة بقتل الأطفال والنساء وهدم المدارس والمستشفيات في قطاع غزة.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي