محمود الدنعو

التدخل الدولي في ليبيا


[JUSTIFY]
التدخل الدولي في ليبيا

قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارثيا مارغايو، إن بلاده ستدعو إلى اجتماع حول ليبيا في 17 سبتمبر المقبل، في مدريد، وستحضره دول من ضفتي البحر المتوسط، وسيركز على النزاع الليبي وتأثيره على الدول الأخرى بالمنطقة.

تستشعر دول أوروبا مخاطر كبيرة من تفاقم الأزمة الأمنية الراهنة في ليبيا التي باتت تتجه نحو أن تصبح أفغانستان أفريقيا لهشاشة الأجهزة الأمنية الرسمية والانتشار الكبير للمليشيات والسلاح.

وكانت دول الاتحاد في ختام اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل بحثت النزاع الليبي مطالبةً بوقف إطلاق النار، واستئناف العملية السياسية.

يأتي هذا الاهتمام الدولي استشعارا للخطر القادم إلى أوروبا عبر المتوسط، في وقت أعلن المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون عزمه زيارة طرابلس بحلول مطلع الأسبوع المقبل في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار.

ومهد البرلمان الليبي لهذا الاهتمام الدولي بالدعوة إلى تدخل دولي لفرض النظام وحماية الليبين والمؤسسات الحكومية، وهو القرار الذي أثار موجة من الانتقادات كون القرار من وجهة نظر المعارضين استقواء بالأجنبي، بينما دافع البرلمان عن قراره بأنه يأتي لحماية ليبيا من العبث والتقسيم، وأنه أقدم على ذلك مكرها لا بطل بسبب التدهور المريع للحالة الأمنية.

وكان البرلمان الليبي الذي يعقد الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق الواقعة في أقصى الشرق الليبي أصدر قرارين يقضي أحدهما بحل كافة المليشيات المسلحة، ويطلب الثاني من المجتمع الدولي التدخل الفوري لحماية المدنيين والمؤسسات الليبية.

الوضع الراهن في ليبيا يشير إلى أن التدخل الدولي المثير للجدل بات هو المخرج الوحيد فى ظل تمسك المليشيات المسلحة بحسم خلافاتها السياسية عبر الخيارات العسكرية لا سيما والصراع اتخذ في ليبيا مؤخرا منحىً تصاعدياً بعد اصطفاف المليشيات المسلحة إلى إسلامية في مواجهة أخرى علمانية، ما يؤجل عودة ليبيا إلى حالة الاستقرار المنشود واستكمال بناء مؤسسات الدولة المدنية التي ثار الليبيون في السابع عشر من فبراير للإطاحة بالقذافي من أجلها.

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنه بعد ثلاث سنوات من تدخل القوات الأمريكية وقوات الناتو في ليبيا وإسقاط نظام معمر القذافي، أصبحت الدولة مثل أي دولة تدخلت بها أمريكا بعد حرب أهلية، وأصبحت في فوضى كبيرة بعد التدخل تشبه أفغانستان في التسعينيات. وتضيف الصحيفة أنه في ليبيا الآن الميليشيات المسلحة تقاتل بعضها البعض من أجل السيطرة على طرابلس وبنغازي والمطار الدولي، بينما أخلت الولايات المتحدة وفرنسا والحكومات الغربية الأخرى التي تدخلت عسكريا 2011 سفاراتها من دبلوماسييها، بالإضافة إلى مغادرة بعثة الأمم المتحدة التي كان من المفترض أن تكون وسيطا للاتفاقات السياسية.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي