محمود الدنعو

جدل العنصرية في أمريكا

[JUSTIFY]
جدل العنصرية في أمريكا

أعادت الأحداث الجارية في مدنية فرغسن بولاية ميزوري وسط الولايات المتحدة إلى الأذهان الصراع التاريخي في الولايات المتحدة بين البيض والسود، ويبدو أن الطريقة التي تعاملت بها الشرطة مع الضحية هي التي فجرت براكين الغضب في شوارع المدنية ذات الأغلبية السوداء، وأشعلت أمس صحيفة (نيويورك تايمز) موجة الاحتجاجات بعد أن نشرت تقريرا تشريحيا خاصا يظهر أن الشاب أطلقت النار عليه ست مرات على الأقل، أثناء سيره وصديق له في الشارع، وقيل إن الشاب متهم بمحاولة سرقة بسيطة من متجر، لكن أسرته تقول إن الشرطة تعمد إلى فبركة الاتهام لتشويه سمعة الضحية.

الحادثة وردات الفعل من خلال التظاهرات والاحتجاجات العنيفة التي اضطرت معها ولاية ميزوري إلى فرض حالة الطوارئ واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، أججت الحادثة مشاعر السود بأنهم مستهدفون من قبل ضباط الشرطة البيض خصوصا وأن حادثة مماثلة وقعت في العام 2012، عندما أطلق رجل شرطة أبيض في ولاية فلوريدا النار على شاب أسود بينما كان في طريق العودة إلى منزله بعد شراء حلوى.

الانتقادات إلى الشرطة في التعامل مع الحادث وتداعياته لم تقتصر فقط على المحتجين في الشوارع أو في الصحافة المحلية أو الفيدرالية، بل إن حاكم ولاية ميزوري الأمريكية، جاي نيكسون هو الآخر انضم إلى ركب المنتقدين للشرطة عندما وبخها على سماحها بنشر شريط فيديو من كاميرا للمراقبة يظهر الشاب الأسود القتيل، مايكل براون، وهو يسرق متجرا. وقال نيكسون إن بث شريط الفيديو بعد نحو أسبوع من إطلاق شرطي النار على الشاب الأسود وإردائه قتيلا في ضاحية فيرغسون بمدينة سانت لويس “يبدو أنه تشهير بالشاب الذي أُردي قتيلا في الشارع”.

الحادثة أعادت الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض قاطعا إجازته في منتجع مارثاز فينيارد لمتابعة تداعيات الحادثة، كما أنها أعادت الجدل مجددا حول التمييز العنصري الذي تجاوزته الولايات المتحدة رسيما منذ مع إعلان الرئيس الأميركي إبراهام لينكولن، في العام 1862، قانون (تحرير العبيد)، ولكن ظلال الممارسة لا تزال حاضرة حتى مع وصول الرئيس باراك أوباما إلى البيت الأبيض في العام 2008 كأول رئيس من أصول أفريقية الذي شهد وجوده بالبيت الأبيض حادثتين من حوادث التمييز العنصري ما يشير إلى أن شرخاً أصاب تماسك المجتمع الأمريكي الذي يعد النموذج المثالي في العالم لتمازج مختلف العرقيات والقوميات، فحتى قصة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كأول رئيس أسود تجسيد لتعددية المجتمع الأمريكي، فهو من أصول أفريقية وأمريكية وآسيوية في الوقت عينه، هذا فضلا على قصص كثيرة للاتينيين وعرب وأفارقة وأغاريق وصينين وهنود هاجرو وانصهروا .

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي