محمود الدنعو

استراتيجية جديدة


[JUSTIFY]
استراتيجية جديدة

الحملة الأمريكية ضد تنظيم داعش جاءت ابتداء لحماية الأقليات في المناطق التي تسيطر عليها بالعراق خصوصا المسيحيين وأنصار الطائفة الإيزيدية أو هكذا فهمنا من الحملة الإعلامية التي رافقت الضربات العسكرية والدعم الاستخباري الميداني لقوات البشمركة.

ولكن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل، خرج علينا الخميس، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، ليقول إن “تنظيم (داعش) يمثل تهديدا وشيكا لمصالح الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم وإن بلاده لمواجهة ذلك التهديد اعتمدت استراتيجية طويلة المدى للتصدي لتنظيم “داعش”.

الوزير الأمريكي في مؤتمره ذاك تحدث عن داعش كتنظيم متقدم ولديه قدر كبير من التمويل، مؤكدا أنه يمثل “ديناميكية جديدة في العمل الإرهابي”، ويفهم من ذلك أن الولايات المتحدة وداعش معا دخلا مرحلة جديدة من الصراع تعيد إلى الأذهان الصراع بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة، مما يطرح عدة أسئلة حول طبيعة تنظيم داعش والحملة الأمريكية الراهنة التي بدأت بأهداف محددة هي حماية الأقليات وتمكين الحكومة الجديدة في بغداد من التشكيل أولا وممارسة مهامها خلفا لحكومة المالكي التي أذكت روح الصراع الطائفي في العراق.. ثم انتهت الحملة الأمريكية بحسب وزير الدفاع إلى استراتيجية طويلة المدى للتصدي لداعش، التي تجاوزت العراق وسوريا إلى أن صارت تشكل تهديدا مباشرا لأمريكا.. حيث أضاف إلى مخاوف وزير الدفاع حاكم ولاية تكساس الأمريكية، بأن وصول داعش إلى الولايات المتحدة بات الآن الاحتمال الأقرب إلى الحقيقة.

ولكن السؤال الأهم: ما هي الدوافع وراء إعلان واشنطون حرب طويلة الأمد ضد داعش؟.

البعض يرى أن إعلان وزير الدفاع لهذه الاستراتيجية ضد داعش محاولة لتغطية فشل القوات الأمريكية الخاصة في محاولة تحرير رهائن أمريكيين في سوريا، فضلا عن أن الإعلان عن الاستراتيجية يأتي غداة بث داعش شريط فيدو ذبح الصحافي الأمريكي جيمس فولي الذي أثار مقتله غضبا شعبيا ضد داعش لطريقتها البشعة وضد البيت الأبيض الذي تقاعس عن إنقاذ حياة فولي خصوصا وداعش طالبت الحكومة الأمريكية بفدية، وكان الرئيس باراك أوباما قد اتصل من مقر عطلته الصيفية في (دالية مارثا)، بوالد ووالدة فولي، وأعرب لهما عن أسفه، ووعدهما بأن حكومته لن تألو جهدا لمعاقبة الفاعلين.

الاستراتيجية التي أعلنها هاجل تحت الضغوط التي يتعرض لها أوباما تختلف بحسب مسؤولين أمريكيين عن سابقاتها في أفغانستان والعراق ويقولون إن على مقاتلي (داعش) أن يتنبهوا إلى أن هذه الحرب تختلف عن سابقاتها، وأن واشنطن ستطارد هذه المرة التنظيم فردا فردا، وستحضر إلى العدالة المسؤولين عن خطف وقتل أمريكيين.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي