اتهام “جوجل” باقتحام خصوصية السويسريين
قالت مفوضية حماية شئون المعلومات والبيانات الفيدرالية فى سويسرا إنها ستقاضى شركة “جوجل” الأمريكية لفشلها فى إخفاء وجوه الأشخاص ولوحات أرقام السيارات وصوراً خاصة على صور خاصية “عرض الشوارع” المنبثقة عن خدمتى “خرائط جوجل” و”جوجل إيرث”.
وكانت المفوضية الفيدرالية قد منحت “جوجل” الضوء الأخضر لبدء الخاصية فى أغسطس الماضى، فى حين طلبت منها إتخاذ الخطوات المناسبة لحماية خصوصية الأفراد، غير إنها فشلت فى التماشى مع تلك التوصيات، وفقا لبيان المفوضية.
وأوضحت المفوضية أن كثير من الوجوه وأرقام السيارات لم يجر حمايتها حماية كافية من وجهة نظرها، خصوصا المتعلقة بظهور أشخاص فى أماكن حساسة كالمستشفيات والسجون والمدارس.
وأضافت المفوضية أن ارتفاع الكاميرات فى الشوارع يمثل مشكلة أيضا، إذ يمكنها التقاط صوراً تتخطى الأسوار والحوائط وتنفذ إلى أماكن لا يستطيع العابرون رؤيتها.
ومن جانبها قالت “جوجل” إنها لن تخفض ارتفاع كاميراتها فى سويسرا، لكى لا تظهر الكاميرات وجوه الأشخاص ، مشيرة إلى أن “جوجل” تستخدم هذه الطريقة فى اليابان فقط للمحافظة على جودة الصور، حيث إن الشوارع ضيقة، فضلا التصاق المنازل.
وأشارت “جوجل” إلى أنها تعمل على تحسين التقنية المستخدمة فى تشويش الصور الملتقطة لوجوه ولوحات أرقام السيارات وتكييفها على اللوحات السويسرية، التي تعد أصغر نسبياً من البلدان الأخرى.
وفتحت “جوجل” الباب أمام السويسريين لاستقبال إخطاراتهم بشأن الصور المسيئة لإزالتها فوراً، وقررت أيضا حجب صور الأشخاص الملتقطة من منازلهم عند الطلب. كما أبدت رغبتها فى مناقشة الأمر مع المجموعات الأخرى المهتمة مثل عيادات النساء، التي تجرى علميات الإجهاض وملاجىء النساء لسماع مقترحاتهم والإجابة على أسئلتهم.
جوجل يسحب العشرات من صور الشوارع البريطانية
وأصبحت الخاصية بعد انطلاقها منذ قرابة عامين بمثابة الكاميرا الخفية التي تزعج الجميع سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها ، والأمر هذه المرة متعلق بالمملكة المتحدة ، حيث سحبت “جوجل” عشرات الصور من صفحة دليل الشوارع الجديدة الخاص ببريطانيا بعد أن تلقت عددا من الشكاوي، خاصة أن هذه الصور تظهر أشكالاً واضحة لمنازل ولشخص يرتاد محلا لبيع الأغراض الجنسية وآخرين يلقى القبض عليهم ورجل مصاب بوعكة.
وأكدت لورا سكوت الناطقة باسم الشركة “كل من يرغب في أن تسحب صورته من الموقع سيلبى طلبه ، فقد التقطنا ملايين الصور، لهذا فإن نسبة الصور المسحوبة ضئيلة جدا”.
وقد انطلق برنامج خرائط المدن المسمى “عرض الشوارع” بالولايات المتحدة عام 2007 وهو متوفر حاليا في اليابان و أوستراليا ونيوزيلند وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا. وقد ارتفع عدد البلدان التي يغطيها البرنامج إلى 9 بعد انضمام هولندا.
وقد التقطت صور الفيديو لأكثر من 22 ألف ميل من شوارع بريطانيا بواسطة كاميرات متنقلة بالسيارات. ووضعت مربعات سوداء محل الصور المسحوبة كتب عليها “هذه الصورة لم تعد متوفرة”.
وقال الدكتور إيان براون الخبير في شؤون الخصوصية الشخصية بمعهد أوكسفورد للإنترنت، إنه لم يفاجأ بوجود بعض الصور الصادمة، مشيراً إلى ضرورة أن تلتقط صور الشارع مرتين في وقتين مختلفين لتفادي انتهاك الخصوصية.
مشكلة قديمة
ومنذ إعلان “جوجل” إطلاق خدمتها أثير جدلاً واسعاً واستياء أكثر شراسة من المدافعين عن الحياة الخاصة في الولايات المتحدة.
فقد أدت هذه الخدمة التي عرضت في باديء الأمر صوراً مقربة لشوارع سان فرنسيسكو ونيويورك ولاس فيجاس وميامي ودنفر،إلى وجود منافسة محتدمة بين مختلف المواقع الإلكترونية لرصد لقطات مثارة في أوضاع محرجة.
ومن هذه اللقطات علي سبيل المثال صورة من الخلف لرجل يتبول ورجل وامرأة ممددان في الشمس علي العشب وقد خلعا بعض ملابسهما وامرأة شابة تضع ملابس داخلية مثيرة وشاب يتسلق سياجا وآخر يدخل الي متجر للمجلات الاباحية وشاب يعانق فتاة علي الرصيف وغيرها .
وإن كانت هذه اللقطات لا تتضمن أى شيء خارق، إلا إنه من الممكن التعرف على المارة، الأمر الذي أثار جدلاً بالولايات المتحدة بالرغم من تشريع هذا البلد نشر صور ملتقطة في الأماكن العامة بما في ذلك صور مارة وهو أمر غير مسموح به في العديد من الدول ومنها فرنسا.
وتطرح بعض هذه اللقطات مشكلات أكثر دقة، مثل صورة لعيادة في ميامي تجري عمليات إجهاض وقد طلبت مديرتها ايلاين دايمند من الشركة “تبديلها” بصورة أخرى، مشيرة إلى ظهور متظاهرين ضد الإجهاض أمام مدخل العيادة في الصورة الحالية.
واحتجت ريبيكا جيشكي المتحدثة باسم “مؤسسة الحدود الإلكترونية” المدافعة عن الحياة الخاصة علي الإنترنت، موضحة أن “الأمر بمثابة تدخل في الحياة الخاصة للعديد من الأشخاص الذين التقطت صورهم في مشاهد جوجل”.
ماهية الخدمة
وتقدم خاصية “عرض شوارع جوجل” صوراً بانورامية لمستوي الشارع يمكن رؤيتها من جميع الإتجاهات وتسمح للمستخدمين برؤية أجزاء من مدن مختارة والتجمعات الحضرية المحيطة بهم.
في بداية إطلاق هذه الخاصية في 25 مايو 2007 كان هناك خمس مدن فقط بهم هذه الخاصية، وقد تم زيادة عدد المدن إلى ما يزيد عن 40 مدينة أمريكية متضمنة ضواحي العديد من هذه المدن وفي بعض الحالات مدن مجاورة.
وتعرض الخاصية الصور التي جرى التقاطها مسبقاً عن طريق كاميرا مثبته على مركبة متحركة، ويمكن تصفح هذه الصور باستخدام مفاتيح الأسهم على لوحة المفاتيح أو باستخدام الفأرة للضغط على الأسهم المعروضة على الشاشة ، وبهذا يمكن عرض الصور بأحجام مختلفة من أي إتجاه ومن زوايا مختلفة. وهناك خطوط يتم عرضها مع صورة الشارع والتي توضح الإتجاه المُتبع في هذا الشارع.
المصدر :محيط