منى سلمان
الحسنة معطت شارب الاسد
اول تلك المفاهيم النسائية (الحبوباتية) أن الفتاة اذا بلغت الحيض لا يجوز فى حقها غير سرعة الستر بالزواج، فقد حكت لنا (أمي) ، أن الشيخ (فرح) كانت له ابنة صغيرة، ولقد أمر والدتها أن تعلمه متى ما بلغت المحيض، وعندما كان ذلك اخبرته الام ، فخرج الشيخ يومها إلى السوق وسار في طرقاته مناديا:
الداير ليهو حمامة قََََََبّال ما تقع الملامة !!
تحير أهل السوق من قول الشيخ، إلا إن أحد التجار، فهم مراد الشيخ فأجابه:
أنا بدوور الحمامة يا أبونا الشيخ !!
فقد فهم ذلك التاجر إشارة الشيخ، التي كان يعرض بها ابنته لمن يرغب في الزواج.
قام الشيخ بتزويج ابنته لذلك التاجر وانتقلت للعيش معه فى داره، إلا أنها وجدت منه من الغلظة وسوء الطباع ما لم تحتمله سنها الصغيرة، فعادت مغضبة لبيت ابيها .. طيّب الشيخ خاطرها ثم أخذ ركوته وذهب إلى الخلاء ( والركوة لشباب الألفية هى ابريق من الفخار كان يستعمل للإغتسال والوضوء )،قام الشيخ في الخلاء بكسر الركوة وعاد باكيا لابنته، فسألته فى قلق بعد أن ازعجها بكائه الحار:
مالك يا أبوي ؟!
أجابها بإن ركوته قد انكسرت، فقالت بدهشة:
وتبكى ليه وانت ممكن تشترى غيرها واحدة جديدة ؟!!
هنا وجد الشيخ الفرصة ليلقنها اولى مبادئ الحياة الزوجية فقال:
وكيف تهون علي بعد إلفتها وإلفتنى وكمان انكشفتا عليها ؟ !!
فهمت الابنة اللبيبة مقصد ابيها الحكيم فعادت صاغرة الى بيتها (من سكات)، إلا أنها عادت بعد فترة باكية مرة أخرى بعد أن زادت عليها قسوة الزوج، فطيب الشيخ خاطرها أيضا ووعدها بأن يرسل فى طلب الزوج للومه وتأنيبه على افعاله !!
رضيت الابنة بوعد أبيها ودخلت إلى أمها وقام الشيخ بدعوة الزوج وما أن حضر حتى دخل الشيخ على ابنته وقال:
قومي يا المبروكة سوي الغدا لابوك وضيوفو
قامت الابنة بتحضير الطعام كما طلب منها ووقفت على باب الديوان تحمل صينية الطعام ونادت اباها، فأجابها بصوته الهادى الحنون:
ادخلي يا المبروكة مافى زول غريب
دخلت لتجد إن ابيها يجلس مع أخيها وزوجها .. همت بوضع صينية الطعام على الارض، وعندها فاجأها ابوها عندما قام على حين غرة بمد يده ونزع عنها القرقاب (وهو ثوب من خامة تقيلة تلفه النساء قديما حول اجسادهن ولا يلبسن تحته عادة غير القليل الذي لا يستر العورة) ذهلت الابنة عندما وجدت نفسها تقف دون ثوبها، فنطلقت بصورة عفوية واختبأت .. ليس خلف ابيها أو اخيها بل اختبأت خلف ظهر زوجها !!
اتاها صوت ابيها وهى تقبع خجلة خلف زوجها، دافعا إليها بثوبها:
قومي يا المبروكة أمشي مع ستَرك وغطاك.
كان الدرس الاخير قاسيا جدا على الابنة، فبقيت تكابد قسوة العيش مع غلظة الزوج والتى زادت بعد ان لم يجد له رادعا من الشيخ الحكيم، (طبعا ده حال كل الرجال لو ما لقوا العين الحمرا من النسيب البتشكمهم)، ومن وسط معاناتها تفتق ذهنها عن فكرة كثيرا ما تلجا اليها النساء في كل الأزمان، فذهبت لابيها وطلبت منه ان يعمل لزوجها عملا (سحرا) حتى تكسر شوكته وتلين طباعه الجافة وتعلمه (الحنّية).
طأطأ الشيخ رأسه متفكرا ثم قال لها:
عشان أعمل ليك عمل تمام .. لازم تجيبي لي ثلاثة شعرات من شارب الاسد !!
إسقط فى يد الإبنة المسكينة، ولكن تحت وطأة المعاناة قررت المجازفة باحضار الشعرات، فصارت تذهب إلى الغابة كل يوم وهى تحمل قطعة كبيرة من اللحم حتى اذا ما رأت الاسد قامت بالغاء القطعة له والاسراع بالعودة، داومت على ذلك الفعل حتى الفها الاسد وصار ينتظرها كل يوم لتأتيه باللحم ، وكانت تقترب منه قليلا قليلا كل يوم حتى صارت تجلس بجواره وتمشط شعره وهو ياكل قطعة اللحم ، حتى تمكنت من انتزاع الثلاث شعرات واسرعت لابيها فرحة كي يقوم بعمل السحر المطلوب .
أخذ الشيخ منها الشعرات والقى بها في النار وسط دهشة وإحتجاج الابنة، فالتفت إليها الشيخ وقال وكأنه ينبهها لأنها أستطاعت أن توالف الأسد حتى تمكنت من (معط) شاربه فكيف بزوجها:
دايراني يا المبروكة أسويلك عملا أشد من الإحسان ؟!!
واعقب بمقولته التى صارت مثلا على مر الاجيال:
احسني لزوجك عشان تكسبيهو .. الحسنة معطت شارب الاسد !.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
شكراً أيتها الرائعة كما سمعتها من والدى رحمه الله رحمة واسعة
والله يا أم الريان لا استطيع أن اعبر لك – ولكن أتمنى من الكثير من اخواتي الفاضلات أن يتلقن مثل هذه الدروس العظيمه وأكيد حا تعم الفائده – صدقيني هم في الزمن الفينا في حوجه لتصحيح الكثير .
دمتي بخير يا الغاليه
راجعي بريدك الالكتروني سمح
عفاف الصادق
ام احمد
————————————————————————————————————–
اختي المنينه بت عشه ام الرير اين نحن من زمن امهاتنا وابهاتنا فعلا زمن التفاهم بين الازواج . الان كثرة الطلاق والمشاكل وللاهل ضلع في >لل وعدم المسؤلية للازواج
استاذة منى
لك مني التحية
فعلاً الحياة الزوجية تحتاج لصبر شديييييييييييييييييييييييد.