الصراع الذي لا ينتهي
تبادلت القوات الباكستانية والهندية إطلاق النار على حدود إقليم كشمير المتنازع بينهما، كما تبادلتا في الوقت نفسه الاتهامات الدبلوماسية بمسؤولية التراجع الراهن في العلاقات الذي تجلى في قرار الهند إلغاء المحادثات المقررة اليوم الإثنين مع إسلام أباد، بعد أن قام الممثل الأعلى لباكستان في نيودلهي، عبد الباسط، بدعوة الانفصاليين الكشميريين إلى مشاورات قبيل القمة المقررة بين البلدين.
وقالت الخارجية الهندية إنها أبلغت عبدالباسط، بشكل واضح بأن مواصلة باكستان التدخل في الشأن الداخلي للهند، أمر غير مقبول، بحسب بيان وزارة الشؤون الخارجية الهندية. “الاجتماع مع أولئك الذي يسمون قادة الحرية يقوض الجهود الدبلوماسية البناءة التي أطلقها رئيس الوزراء ناريندرا مودي في مايو، منذ اليوم الأول له منصبه”، بحسب الوزارة. ولكن باكستان قالت في بيان بأن الاجتماع مع القيادات الكشميرية قبل المحادثات الهندية الباكستانية هو إجراء تقوم به منذ وقت طويل.
ولكن وزارة الخارجية الباكستانية دافعت عن قرار مشاورة الزعماء الكشميريين، قائلة إن ذلك “تقليد متبع منذ زمن” قبل المحادثات بين البلدين “لتسهيل إجراء مناقشات مجدية في قضية كشمير”.
وتكسب المحادثات الملغاة أهمية خاصة كونها تأتي بعد زيارة رئيس الوزراء الباكستاني للهند مشاركا في حفل تنصيب رئيس الوزراء الهندي مودي، وتعهد الرئيسان بتطوير العلاقات بين بلديهما، وكان مقررا أن تتوجه وزيرة خارجية الهند سوجاتا سينج إلى باكستان لإجراء محادثات مع نظيرتها الباكستانية.
إلغاء المحادثات بين البلدين من شأنه تقويض النوايا التي أبداها رئيسا الوزراء في البلدين من أجل الانطلاق بعلاقة البلدين إلى مرحلة جديدة بدلا من الاستغراق في دوامة التوتر وتبادل إطلاق النار والاتهامات التي عطلت تطبيع العلاقات بين البلدين الجارين.
وأزمة كشمير التي كانت السبب في انهيار المحادثات الراهنة، بل المحور الرئيس لتوتر العلاقات بين البلدين من الأزمات العتيقة في الدبلوماسية الدولية، وأعيت من يداويها، فهي من حيث التاريخ تكاد تطابق الصراع العربي الإسرائيلي منذ أربعينيات القرن الماضي، فضلا عن تعقيدات وجودية تعترض حل الأزمة، وهي صراع كما وصفه الكاتب سومي غانفولي، مؤلف كتاب الصراع الذي لاينتهي: عن التوترات الهندية – الباكستانية منذ العام 1947 هو أستاذ الدراسات الآسيوية في جامعة تكساس، بالولايات المتحدة الأميركية، صراع لا ينتهي. ويمضي سومي إلى خلاصة في كتابه مفادها أن هذا الصراع، الذي لا تخبو ناره حتى تتأجج من جديد بين الهند والباكستان على قاعدة اختلاف المصالح والطموحات، وما يصل إليه المؤلف يؤكد بأن منطقة كشمير تبقى إحدى بؤر التوتر الكبرى التي تهدد السلام في المنطقة، بل وفي العالم في ظل امتلاك البلدين المتنازعين للسلاح النووي.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي