قتال بوكو حرام بالربوت
في مطلع أغسطس الجاري احتفت الصحافة النيجرية بإنجاز تقني للجيش النيجيري يسخر لصالح المعركة ضد جماعة بوكو حرام المتشددة، وكانت القوات الجوية النيجيرية أعلنت عن تطوير (مركبة أرضية غير مأهولة) وصفتها بالربوت، وذلك لاستخدامها في محاربة بوكو حرام. وقال قائد معهد القوات الجوية للتكنولوجيا بمدينة كادونا شمال البلاد توني ادوكوي، في تصريحات صحفية، إن الربوت الذي سينتهي العمل من تطويره قريبا سيكون قادرا على تفجير العبوات الناسفة من على بعد، وإرسال معلومات استخباراتية من مناطق النزاع. وأضاف أن الربوت الذي سيطلق عليه (جولما)، سيحمي الجنود الذين لن يكونوا في المستقبل مضطرين إلى الدخول إلى أماكن النزاع الخطرة، مشيرا إلى أنه سيكون أول إنسان آلي ينتجه جيش بأفريقيا.
وهو فعلا إنجاز كأول جيش أفريقي ينتج هذه التقنية المتطورة ويستحق الاحتفاء، ولكن بالأمس تناقلت وسائل الإعلام الدولية أن حركة بوكو حرام، أعلنت ضم مدينة (غوزا) في شمال شرق البلاد إلى ما تسمية (الخلافة الإسلامية) أي المناطق التي تسيطر عليها الجماعة والتي تمددت أخيرا، حيث باتت تسيطر على مناطق أخرى بالقرب من غوزا بجنوب بورنو، إضافة لمناطق شاسعة من مناطق شمال بورنو ومدينة واحدة على الأقل بولاية يوبي المجاورة.
اللافت ليس في إعلان الخلافة، فالجماعة سبق أن أعلنت على لسان زعيما أبوبكر شيكاو في يوليو الماضي دعمه لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أبو بكر البغدادي، الذي يسيطر تنظيمه على مناطق واسعة بالعراق وسوريا أعلن فيها قيام دولة (الخلافة الإسلامية)، وباتت بوكو حرام بحسب مراقبين تقترب أكثر من أي وقت مضى من تحقيق هدفها بإقامة دولة الخلافة الإسلامية شمال نيجيريا، ولكن اللافت أن بوكو حرام حققت مكاسبها الحالية في ظل أنباء عن رفض مجموعة من نحو 70 جندياً نيجيرياً المشاركة في عملية ضد الجماعة لاسترداد (غوزا) مطالبين بتزويدهم بأسلحة متطورة بحسب وكالة الصحافة الفرنسية ما يعد نوعاً من العصيان والمفارقة أن الجيش النيجيري الذي يخترع ربوتا لقتال بوكو حرام يعجز عن تزويد مقاتليه بالعدة والعتاد اللازمين لقتال جماعة متشددة.
وتطرح حالة العجز أو العصيان داخل الجيش النيجيري تساؤلات حول الدعم الدولي وخصوصا الأمريكي للحملة النيجيرية لمحاربة بوكو حرام، فالولايات المتحدة التي ترسل الطائرات والمساعدات لإنقاذ العراق من داعش هل عجزت عن تسليح نيجيريا لمواجهة داعش الأفريقية؟ وكان القنصل العام الأمريكي بنيجيريا جيفري هوكينز، قد أكد أن بلاده تتعاون مع الحكومة النيجيرية في مكافحة بوكو حرام من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز أجهزة الأمن المختلفة.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي