محمود الدنعو

الفصل أهون عليهم


[JUSTIFY]
الفصل أهون عليهم

عندما تحل كارثة ما، طبيعية كانت أو من صنع الإنسان، فإن كبار المسؤولين الحكوميين في البلد المنكوب بالكارثة عليهم أن يقدموا النموذج الأمثل في التصدي للكارثة، ويضاعفوا من جهودهم لمواساة المتضررين ويتابعوا عن كثب الكارثة لمنع تكرارها لاحقا وتخفيف أضرارها الحالية، ولكن أن يفر المسؤولون خارج البلاد ويتركوا المواطنين يواجهون الموت المحتوم وحدهم، فإنه العار حقاً على هؤلاء المسؤولين الذين أنهم مسؤولون عند الرخاء والسلم ومسؤولون أكثر من الرواتب والحوافز والمخصصات، بينما هم فى حل من تبعات تلك المسؤولية التي تتضاعف ويصبح القيام بها فرضا واجب النفاذ عند الكوارث خصوصا تلك ذات الطابع الإنساني كوباء الإيبولا الذي احتاج دول عدة من غرب أفريقيا وبشكل أكبر ليبيريا التي سجلت بها أكثر من 600 حالة وفاة وأكثر من ألف حالة إصابة بالمرض، والوضع هناك خطر جدا، بحسب منظمة الصحة العالمية التي حذر مساعد مديرها كيجي فوكودا خلال زيارته ليبيريا، من أن وقف انتشار (إيبولا) سيستغرق أشهراً من العمل الشاق. واعتبر في أن “وتيرة تسارع انتشار إيبولا وحجمه لا سابق له، ما يجعل وقفه يتطلب بين ستة وتسعة أشهر”.

كارثة بهذا الحجم تتطلب عملا شاقا من المجمتع الدولي والمحلي لمحاصرة تداعيات هذا الوباء القاتل، وبينما يجتهد علماء في الولايات المتحدة واليابان لاختراع مصل واقٍ أو شافٍ من المرض، يهرب كبار المسؤولين الحكوميين وعائلاتهم إلى خارج البلاد تهربا من الإصابة بالوباء، وتلك غريزة إنسانية لا يلامون عليها، ولكنهم يلامون على التهرب من ممارسة مهامهم في هذه الظروف التي تعيشها بلادهم، وهذا الخطر المحدق بمواطنيهم، حيث ذكرت صحفية (فرانت بيج أفريقيا) أن رئيسة ليبيريا إلين جونسون سيرليف سوف تفصل المسؤولين الحكوميين الذين يرفضون العودة للبلاد للمساعدة في مكافحة مرض إيبولا. وأفادت صحيفة بأن جونسون قالت في بيان إنه ينبغي على المسؤولين الحكوميين العودة إلى ليبيريا خلال أسبوع. ويشار إلى أنه يحظر حالياً مغادرة المسؤولين البلاد.

و جاء في البيان: “الزعيمة الليبرالية وجهت بأن جميع المسؤولين الذين ينتهكون هذه الأوامر سوف يتم بناء على ذلك إعفاؤهم من مناصبهم”. وتقول الحكومة إنه تم وضع بعض الاستثناءات للسياسيين الذين في حاجة لعلاج طبي متخصص وعاجل خارج ليبيريا أو الذين لديهم تكليفات مهمة.

العقوبات التي لوحت بها الرئيسة سيرليف، أول رئيسة منتخبة في أفريقيا، تبدو مخففة جدا في مواجهة هؤلاء، إنهم لا يستحقون فقط الفصل عن الوظيفة، بل فصل الرقاب لا على طريقة داعش بل حتى يكون الفصل عبرة للآخرين!

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي