محمود الدنعو

خليفة آشتون


[JUSTIFY]
خليفة آشتون

بعد أن فشلت قمة الاتحاد الأوروبي في يوليو الماضي في التوصل لاتفاق حول توزيع المناصب الرئيسية في المؤسسات الأوروبية، يترقب الأوروبيون قمة الثلاثين من أغسطس للتعرف على خليفة رئيس المجلس الأوروبي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية، وهو المنصب الأكثر أهمية الذي تشغله الآن كاترين آشتون.

وتشتعل صفحات الصحف الأوروبية بالتكهنات حول هوية خليفة آشتون، فالبعض يرى أن السيد درديرياندرس وزير خارجية بلجيكا أوفر المرشحين لميزة تعدد اللغات التى يجيد التحدث بها فضلا عن خبرة واسعة في السياسة الخارجية والاقتصاد، هذا بالإضافة إلى علاقته القديمة والقوية برئيس المفوضية الجديد.

فى المقابل يبرز اسم وزيرة خارجية إيطاليا فيديريكا موغيريني لتصبح خليفة آشتون على رأس الدبلوماسية الأوروبية وعلى الرغم من حداثة خبرتها بالمجال السياسي، فإنها والمرشحة الثالثة المفوضة الحالية المكلفة الشؤون الإنسانية البلغارية كريستالينا جيورجييفا، تبدو حظوظهن الأوفر لسبب لا يتعلق بالخبرات السياسية، وإنما بتوازن الفرص في مؤسسات الاتحاد الأوروبي التي تنص على أن ثلث عدد المفوضين الـ (27) من السيدات، أي أن نصيب المرأة يجب ألا يقل عن تسع مقاعد، في حين أن نصيبها الآن يقدر بـسبعة مقاعد فقط.

هذا بجانب أن القادة الأوروبيين توافقوا على أن يكون خليفة آشتون من الأحزاب الاشتراكية. وأوضح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنها ستكون امرأة، وبالتالي فإن حظوظ وزيرة الخارجية الإيطالية هي الأوفر، خصوصا وأن القادة الإشتراكيين سيصوت لصالحها.

ويلاحظ أن الاهتمام بمنصب الممثل الأعلى للسياسية الخارجية على الأقل إعلاميا أكبر من بقية المناصب بما فيها رئيس المجلس الأوروبي، وذلك يعود إلى طبيعة المنصب فالممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي هو في الآن نفسه عضو في المجلس الأوروبي لأنه يرأس اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء، ويشارك في قمم رؤساء الدول والحكومات، وهو أيضا عضو في المفوضية الأوروبية التي يشغل فيها منصب نائب الرئيس.

وطبعا بالنسبة لعلاقات الاتحاد الأوروبي مع منطقتنا العربية، فقد شهدت فترة آشتون اختراقات مهمة خصوصا دورها الراهن في المفاوضات الإيرانية النووية، فضلا عن مواقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث أشارت آشتون أخيرا إلى أهمية التوصل إلى سلام دائم في النزاع الدائر بمنطقة الشرق الأوسط, وطالبت بـ (حل الدولتين) لتمكين الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش في سلام, لافتة إلى حجم التحديات الإنسانية الضخمة المترتبة على تطور الأوضاع الأخيرة في قطاع غزة. وسلطت آشتون الضوء – خلال كلمتها في منتدى ألباخ الأوروبي – على الأوضاع المتردية السائدة في كل من سوريا, ليبيا, والعراق لافتة إلى زيادة عدد اللاجئين على مستوى العالم حاليا مقارنة بالأعداد عقب الحرب العالمية الثانية.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي