محمود الدنعو

أوباما واللون الرمادي

[JUSTIFY]
أوباما واللون الرمادي

لم يكن لون البدلة التي ارتداها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالبيت الأبيض ليل الخميس فقط هو الرمادي ونال على إثره عاصفة من السخرية والنكات في موقع التواصل الاجتماعي ممن رأوا في لون البدلة سقطة في ذوق الرئيس الأمريكي، بل إن الرمادية امتدت إلى الموقف من مقاتلي تنظيم (داعش)؛ فعندما سئل عن استراتيجية التعامل مع داعش قال أوباما: لا أريد أن أضع العربة أمام الحصان، ليست لدينا استراتيجية بعد، أعتقد أن ما رأيته في بعض التقارير الإخبارية يشير إلى أن البعض استبق الأحداث وتجاوز ما نحن فيه الآن، وهو يشير إلى وسائل الإعلام التي ذهبت إلى أن وشنطون أعدت استراتيجية لقتال داعش من خلال توسيع ضرباتها الجوية على مواقع التنظيم في العراق وسوريا.

تردد أوباما وموقفه الرمادي مؤكد سيفتح عليه جبهة من الانتقادات من قبل الجمهوريين ولكن البعض يرى أن أوباما، الحذر في التدخلات العسكرية الخارجية، أصلا يحتاج إلى بعض الوقت حتى يبني تحالفا دوليا عريضا يتيح له التحرك لردع تنظيم داعش، ولعل هذا ما يفسر طلبه من وزير خارجيته جون كيري السفر إلى منطقة الشرق الأوسط لبحث تحالف إقليمي، بينما سيكون ملف داعش حاضرا في لقاءات أوباما مع زعماء العالم خلال مؤتمر لحلف الناتو في ويلز مطلع سبتمبر القادم.

بموازاة بحث التحالف الدولي طلب أوباما كذلك من وزير دفاعه إعداد مجموعة من الخيارات العسكرية في مواجهة داعش، فضلا عن الخيارات غير العسكرية التي يعكف عليها مستشارو أوباما في دعم المعارضة السورية المعتدلة ودعم جهود تسريع وتيرة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

التحالف الدولي الذي يرمي أوباما إلى تشكيله يهدف إلى تقديم دعم جوي للقوات العسكرية العراقية، وتوفير تدريب وعتاد. وأكد أوباما أن الأولوية تكمن في ضمان دحر التقدم الذي أحرزه تنظيم داعش في العراق، وأشار إلى أن كسر شوكة داعش على المدى الطويل يتطلب استراتيجية إقليمية بالتعاون مع السنة في العراق وسوريا.

رغم أن الرئيس الأمريكي ترك الباب مواربا في انتظار الاستراتيجية التي طلبها من معاونيه الأمنيين والدبلوماسيين، ولكن من الواضح أنه لن يقدم على تدخل عسكري مباشر في العراق أو سوريا لمحاربة داعش لاعتبارات فشل المحاولات السابقة ولتمسك أوباما بمبدأ تقليل التدخلال الخارجية، ولعل هذا يفهم من قوله: “الفكرة القائلة بأن الولايات المتحدة أو أي قوة خارجية ستهزم داعش إلى الأبد هي فكرة غير واقعية”، مشددا على أن حكومة عراقية قوية ضرورية لدحر الجماعات الإسلامية الإرهابية بشكل دائم.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي