محمود الدنعو

تصعيد الحوثيين


[JUSTIFY]
تصعيد الحوثيين

اليمن السعيد يعيش هذه الأيام أتعس أيامه، حيث الوضع الأمني المتردي والأفق السياسي المقلق في اتجاه حلول لأزمات البلاد المتلاطمة والمتلاحقة، وأحدث تجليات الأزمة هي دعوة عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة (أنصار الله) إلى التصعيد بمرحلة جديدة مكونة – بحسب قوله – من عدة خطوات. وفي كلمة له عبر قناة المسيرة التابعة للجماعة الحوثية مساء الأحد أشار إلى ضرورة التصعيد من قبل اليمنيين والانضمام إلى الجماعة من أجل إسقاط ما وصفها بـ (الجرعة السعرية الخاصة بالمشتقات النفطية)، التي اتخذتها الحكومة مؤخرا لمواجهة العجز في موازنة الدولة وبهدف الإصلاح الاقتصادي، على حد تعبيره.

حالة الغليان بالشارع اليمني التي دخلت أسبوعها الثالث والتي يتزعمها أنصار الحوثي، تطالب بإقالة الحكومة التي فشلت في تنفيذ توصيات الحوار الوطني.

بينما حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ترى أن الحوثيين هم من تمرد على الإجماع الوطني، وأنهم يشكلون التهديد الحقيقي للبلاد. وقال هادي إن بلاده “تواجه تحديات مصيرية تستهدف وجوده وكيانه ومكتسباته التي تحققت بفضل تضحيات أجيال من اليمنيين”.

الرئيس هادي يجد السند من دول الخليج العربي في حربه ضد الحوثيين، حيث أعلن مجلس التعاون الخليجي في اجتماعه الوزاري الأخير دعمه للرئيس اليمني والحكومة اليمنية، هذا على المستوى الإقليمي، أما دوليا فقد دعا مجلس الأمن الدولي الحوثيين إلى وقف الأعمال العدائية ضد الحكومة وحذر الدول الأجنبية من التدخل في هذا البلد من خلال إذكاء حالة عدم الاستقرار.

الدول التي حذرها مجلس الأمن تلميحا دون الإفصاح عنها من بينها إيران التي يدين إليها الحوثيون بالولاء الطائفي، وتتهم صنعاء طهران بدعم الحوثيين ماديا ومعنويا.

الكثير من المراقبين يستغربون ضعف ردة الفعل الأميركي تجاه التصعيد الذي يقوم به الحوثيون الذين انتقلوا من صعدة وعمران إلى العاصمة صنعاء وحولها، وكان بيان للخارجية الأميركية قد شجب تصرفات الحوثيين ووصفها بالاستفزازية، وطالبهم بإزالة المخيمات والحواجز حول صنعاء والانسحاب من عمران، ولكن بالنظر إلى الخطر الاستراتيجي الذي يواجه الولايات المتحدة في حال واصل الحوثيون تحديهم للسلطة في صنعاء، كان المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بخطوات رادعة لطموحات الحوثيين، فالفوضى الأمنية والسياسية في صنعاء تعني خروجها عن دائرة الفعل والتأثير في التحالفات الأميركية للحرب على الإرهاب التي تشكل اليمن أهم محاورها لموقعها الجغرافي، ووصول الحوثيين إلى صنعاء يعني تهديد التنسيق الأميركي اليمني في مجال محاربة الإرهاب، حيث تقدم واشنطون الدعم والمساعدات والتدريب العسكري والتعاون والتبادل الاستخباري مع صنعاء من أجل مواجهة تنظيم القاعدة الذي يتخذ من اليمن معبرا لشن العديد من الهجمات ضد المصالح الأميركية في مختلف بقاع العالم.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي