عمر الشريف

هل السودان مسحور ام معيون ؟؟


[JUSTIFY]
هل السودان مسحور ام معيون ؟؟

يحتار الذين يعرفون السودان سوى من الاخوة العرب او غيرهم وبالاخص الشعب السودانى الذى عاصر عهد مايو وما قبله . السودان كان يشع نورا بين دول القارة السمراء ويفضل عربيا ويحترم دوليا ، السودان الدولة التى ترسل الاغاثات بدل أن تنتظرها وترسل الكفاءات بدل أن تبحث عنها وترسل الامناء والأكفاء الكرام الذين لا يعرفون طريقا للكذب والخيانة والرشوة والفساد ويرسل المعلمين الذين يربون اجيالا حملوا لواء العلم والمعرفة والقيادة والسيادة فى دولهم اليوم ويرسل المقاتلين الذين اشتهروا بمقدمة الصفوف ودحر الاعداء ويرسل خيرات بلاده الزراعية والحيوانية التى اثبتت جودتها ووجدت سوقها وشهرتها العالمية . إين نحنوا الآن ؟؟
مرت بنا ثلاثون عاما أو أكثر بقليل وفيها أصبح صوتنا منخفض ونورنا منطفىء وصادراتنا الكفاءات الوطنية ووارداتنا الاغاثات والاعانات ونحن كنا نملك مليون ميل مربع اصبحت اكثر من النصف بقليل وأرضنا الخضراء اصبحت جردا حتى ماء نيلنا اصبحت لا تصلح للاستعمال البشرى والزراعى أو لانستطيع الاستفادة منها ، خيرات السماء اصبحت دمار وخراب ببعدنا عن الله ثم سياساتنا الخاطئة . عاصمتنا التى كانت أجمل وأفضل العواصم العربية والافريقية اصبحت عاصمة الضفادع والحمير والسيول والباعوض والنيقرز والفساد .
هل السودان مسحور أم معيون أم يفتقد التخطيط السليم أم أثرت عليه المحسوبية والفساد أم تسلط الاحزاب . إزدادت معاناة المواطن حتى وصلت به الحال يفضل الموت على تلك الحياة هاجر من هاجر وصبر من صبر حتى تشيع السنى وفسق المتدين إنعدمت الاخلاق وقلة الامانة والشرف والحياء وفقدت الانسانية وإنتهى التعاون والتكافل والاجتماعيات التى كانت تميز هذا الشعب حتى أصبح العزاء يقام له أفراح . السودان اليوم محتاج لشعبه لينهضوا به ولجيل واعى يخاف الله ولعلماء يقفون للحق ومعلمين يقدرون رسالتهم التربوية والاطباء يؤدون خدمتهم الانسانية ومهندسين أكفاء وقوات ترفع راية الاسلام عالية ليس لدنيا ولا لحزب وأنما لله وحفظ الامن . ليعم الاستقرار والأمن والرخاء والنماء .
السودان الذى فقد مكانته العربية والاسلامية والافريقية والعالمية يحتاج لرجال يعيدون تلك المكانة وجاليات تغير تلك الصورة والمفهوم ليثبتوا لهم بأنهم هم الكرماء الشرفاء الامناء وليمحوا صورة الكسل والضعف والهوان . لماذا لم نتعلم من الأخطاء طوال تلك السنين الماضية كم من قتل وكم من معوق بسبب الحرب ولم نجنى لها ثمار سوى الانفصال وتوابعه الضارة ومازلنا نكرر ذلك مع حركات دارفور التى توقع على الاتفاقيات وتستلم المخصصات ثم ترجع لحمل السلاح لتبدأ حركة أخرى والمعارضة الشمالية التى تجتمع ثم تخرج لتستعين بالخارج من أجل اسقاط الحكومة والضغط عليها ليعانى الشعب أكثر وكذلك سياسة مقاطعة الدول التى نحتاج وقوفها فى التنمية لنرجع ونبحث عن طرق تقربنا منها مرة أخرى حتى وصل بنا الأمر ليجد من يسبون رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم وصحابته الطاهرين مكانا لينشروا أكاذيبهم وتشيعهم بيننا ليتبعهم الضعفاء والجهلاء لينشروا الفتنه بين أهلهم ، لقد تحدث الكثيرون سابقا لخطورة ذلك لكن لم يجد أذنا صاغية حتى ظهرت اثاره وفتنته وإنتشر التشيع . الحمد لله الذى اظهر الحق على الباطل ومازلنا ننتظر العلاج لمن تأثر بتلك الفتن حتى لا تنتشر وتصبح مهدده للأمن .

لنذكر فقط قبل الخريف القادم بأذن الله هل وضعنا الخطط لنستفيد من مياه الامطار والسيول مستقبلا ونجنب بلادنا وشعبنا أثار تلك السيول والامطار.
[/JUSTIFY] [EMAIL] alsharif12@hotmail.com[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. [SIZE=3]للاسف فات الاوان ,علينا ان نعيش باقى عمرنا ونرحل بدلا” من امانى لن تأتى [/SIZE].

  2. السلام عليكم – المقال جيد ويثير تساؤلات مشروعة- لا أتفق مع الكاتب في تقييمه لفترة مايو- فبالرغم من بعض إيجابياتها إلا أن تلك الفترة شهدت الإنحدار الحقيقي نحو القاع منذ ان بدأ ذلك بعد ثورة أكتوبر 64

    لكن بيت الداء الحقيقي في تكويننا الإجتماعي وضعف الوعي الديني الصحيح. فبالرغم من إنتشار بعض المظاهر الدينية في طول السودان وعرضه, إلا ان معظم هذه المظاهر منشأها الطرق الصوفية والتي لا يخفى أثرها السلبي على كل ذي عقل وبصيرة في تضليل الناس وإستغلالهم أبشع إستغلال.

    كذلك لدينا قابلية واسعة لتقبل حكم الغريب وتحكيمه – وهذه ظاهرة بينة في عصرنا الحاضر = حيث ان كل الحوارات السياسية بين الفرقاء السياسيين من أهل السودان لا تتم بنجاح (إذا جاز هذا التعبير) إلا إذا كانت خارج السودان. لذلك نجد أن الامم المتحدة والدول العظمى لا تجد أي صعوبة في فرض هيبتها وإرادتها على السودان وهذا بين مما نراه الان. واللوم يقع كاملا على السياسين السودانيين من حكام ومحكومين. وإذا نظرنا إلى تاريخنا القديم والحديث , نجد ان مختلف قطاعات أهل السودان قد إستعانوا بالأجانب للإستقواء على إخوتهم وبني جلدتهم. وهذه الصفات من مظاهر الامة الضعيفة التي لا يرجى منها أي تقدم.

    وعودة للطرق الصوفية ودورها السلبي, نجد أن أغلبها قد أتى من خارج السودان لكنها وجدت في شخصية السوداني أرضا خصبة لتنمية ضلالاتها الفظيعة , وليس أدل على ذلك من الطائفة الختمية الميرغنية التي اتت من وراء البحار وسكنت في السودان واستعبدت كل أتباعها بكافة الضلالات والبدع التي لا أصل لها في دين الإسلام.

    ومما يحز في النفس أن الإمام محمد أحمد المهدي وبالرغم من تمسكه هو شخصيا ببعض تعاليم الإسلام الصحيحة , إلا أننا نجد أن دعوته كان يغمرها بعض مظاهر الصوفية — ونجد أن أتباعه الان من الأنصار قد أحالوا المهدية إلى طريقة صوفية – بالرغم من تميزها من أنها سودانية صرفة.

    فالعيب كل العيب فينا كشعب – وإنما طمع وحسد الشعوب التي من حولنا فينا, إنما مرده لضعفنا وفشلنا في كافة نواحي الحياة المادية والدينية. حفظ الله أهل هذه البلاد بحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته