محمود الدنعو

مقاطعة كأس العالم 2018


[JUSTIFY]
مقاطعة كأس العالم 2018

هل يعيد التاريخ نفسه خلال منافسات كأس العالم لكرة القدم العام 2018 في روسيا مثلما كانت المقاطعة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية العام 1980 في موسكو، وتبعتها – أي الولايات المتحدة – أكثر من ستين دولة أخرى، احتجاجا على الحرب السوفيتية في أفغانستان؟ وهي المقاطعة الأكبر في مجال الأنشطة الرياضية، فبعض الدول قاطعت بالكامل وبعضها شارك في الألعاب ولكنه لم يشارك في حفل الافتتاح ودول أخرى سمحت للرياضيين بالمشاركة، ولكن ليس تحت علم دولهم، بل تحت علم اللجنة الأولمبية الدولية، روسيا أو بالأحرى الاتحاد السوفيتي، حينها أضمر الأمر للولايات المتحدة في دورة الألعاب الأولمبي التالية مباشرة، التي نظمتها مدينة لوس أنجليس الأمريكية في العام 1984، فقرر الاتحاد السوفيتي المقاطعة بسبب ما أسماها المشاعر المعادية للاتحاد في الولايات المتحدة، وانضمت إلى الاتحاد السوفيتي أكثر من عشر دول، ومن المفارقات أن إيران قاطعت أولمبياد موسكو ولوس أنجليس معا.

حقبة الثمانينيات كانت تحكمها الثنائية القطبية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي قبل أن ينهار ويتشظى إلى جمهوريات متعددة، وبالتالي كانت الأجواء مشحونة ومواتية للاستقطاب الذي تجلى في الدول التي قاطعت مع واشنطون، تلك التي ردت الصاع في المقاطعة مع موسكو، ولكن الآن رغم أن روسيا الوريث السياسي للاتحاد السوفيتي تعيش حالة مواجهة مفتوحة مع الغرب بسبب الملف الأوكراني، إلا أن التاريخ قد لا يعيد نفسه هذه المرة مع مناقشة دول الاتحاد الأوروبي مقاطعة محتملة لمونديال روسيا 2018، عقابا للبلد المضيف بحال تصعيد الأزمة في أوكرانيا.

وكان قادة الدول الـ28 في الاتحاد الأوروبي قد طالبوا المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، فرض عقوبات جديدة خلال أسبوع ردا على مزاعم بإرسال روسيا قوات إلى جارتها أوكرانيا.

وأشارت وسائل إعلام أوروبية إلى أن هناك وثيقة عمل ناقشتها الدول الأعضاء تدعو لمقاطعة كأس العالم ونقلت صحيفة (الفاينانشيال تايمز) البريطانية عن الوثيقة أنه بالإضافة إلى العقوبات الاقتصادية «قد تتخذ إجراءات منسقة مع مجموعة السبع وخارجها توصي بتعليق مشاركة روسيا في الأحداث الثقافية، الاقتصادية والرياضية الكبرى (فورمولا واحد، مسابقات كرة القدم الأوروبية، كأس العالم).

ويأتي التحرك الأوروبي على خليفة دعوة بعض السياسيين في بريطانيا وألمانيا في يوليو (الماضي إلى تجريد روسيا من استضافة كأس العالم بعد إسقاط طائرة ماليزية فوق أوكرانيا بصاروخ مزعوم من انفصاليين موالين لموسكو).

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن المتحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن التاريخ أظهر أن مقاطعة التظاهرات الرياضية ليست الحل الأكثر فعالية لتسوية المشكلات.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي