محمود الدنعو

قرن آسيا


[JUSTIFY]
قرن آسيا

أثارت الزيارة التي قام بها مؤخرا رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى اليابان الكثير من ردود الفعل في آسيا، لا سيما والطرفان الهندي والياباني يعولان كثيرا على متانة علاقاتهما الاقتصادية والدفاعية في إطار التحالف الأكبر الذي يجمعهما مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن التقارب الراهن بين دلهي وطوكيو قد لا يجد الأصداء ذاتها في بكين، لكنه من وجهة نظر زعيمي الهند واليابان الحلقة الأهم في الصعود الآسيوي المتسارع على المسرح الدولي دبلوماسيا واقتصاديا، فبعد الزيارة التي استغرقت خمسة أيام وحفلت بأنشطة ثقافية، اقتصادية وسياسية، قال رئيس الوزراء الهندي، مودي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني، شينزو ابي، قال إن العالم يعلم أن القرن الـ21 هو قرن آسيا، لكن لم يرتسم بعد شكل وطبيعة هذا الأمر. سيكون ذلك رهنا بنهج التعاون بين اليابان والهند. وأضاف “علاقتنا تخطت مرحلة جديدة”، من جانبه اعتبر (آبي) أن علاقاتهما الثنائية “تتمتع بأكبر فرص للنمو في العالم”. وأضاف مودي: اختار اليابان لأول زيارة ثنائية له خارج جنوب آسيا وهو دليل على تصميمه تطوير العلاقات بين البلدين.

الزيارة التي وصفت بالتاريخية حققت بجانب المكاسب السياسية أخرى اقتصادية ذات أهمية كبرى للهند التي أصبح مودي، رئيسا للوزراء فيها عبر فوزه في انتخابات مايو الماضي على أساس تعهدات بتعزيز الاقتصاد الهندي، حيث قالت اليابان إنها تنوي مضاعفة استثماراتها في الهند وكذا عدد الشركات اليابانية التي تعمل هناك في غضون خمس سنوات. ووفقا لشراكة تشجيع الاستثمار بين الهند واليابان، قالت اليابان أيضا إنها ستمد الهند بتكنولوجيا القطار السريع (الطلقة) من أجل مشروع السكك الحديدية فائقة السرعة الذي سيربط بين مومباي وأحمد آباد.

في الأصداء الآسيوية للزيارة، اعتبرت صحيفة (تشاينا دايلي) الصينية أن الزيارة لم تحقق ما كان يصبو إليه الجانب الهندي بخصوص التعاون في المجال النووي ونقل التكنولوجيا وفي مجالات أخرى. وأضافت أن مودي لم يحصل من نظيره الياباني إلا على وعود، بالرغم من إلحاح الجانبين على وصف شراكتهما الاستراتيجية “بالمتميزة”.

بينما أشارت صحيفة (تايمز أوف إنديا) الهندية إلى أن مودي استخدم بذكاء “القوة الناعمة” في تحقيق المكاسب الاقتصادية من زيارته، وأضافت أن مودي اهتدى إلى إستراتيجية القوة الناعمة التي تنطوي على استخدام الرموز والمعالم الثقافية والروحية لإنجاح مهمته، من خلال الزيارة التي قام بها لمعبد “توجي” الشهير في العاصمة القديمة كيوتو.

التقارب بين طوكيو ونيو دلهي، يشكل خطوة مهمة في تعزيز قوة آسيا اقتصاديا وسياسيا، فالبلدان يملكان مقومات النهوض والريادة في المنطقة من خلال رفع مستوى الشراكة والتعاون بينهما.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي