محمود الدنعو

ما بعد غودان


[JUSTIFY]
ما بعد غودان

تأكيدات مقتل زعيم حركة الشباب الصومالية، أحمد عبدي (غودان)، في غارة أمريكية ستدفع بمشهد الحرب الأمريكية على الإرهاب في الصومال إلى مرحلة جديدة، فزعيم الشباب الذي اغتالته الطائرات الأمريكية من دون طيار، من أهم قيادات التنظيم، ويرجع إليه الفضل في الانتشار الإقليمي للحركة التي تجاوزت بنطاق عملياتها المسرح الصومالي إلى كينيا ويوغندا وباتت تهدد الإقليم. وتشير الكثير من وسائل الإعلام إلى أن “غودان” منذ تسلمه قيادة الحركة في العام 2008، عمل على تحويلها من حركة تمرّد محلي إلى حركة إقليمية، لديها أتباع في الدول المجاورة للصومال، إذ يعرف عنه مناصرته الشديدة للقتال العالمي ومعارضته للنظرية “القومية” الصومالية.

مقتل غودان ربما أثر على المدى الطويل في مدى انتشار الحركة إقليميا لغياب صاحب النظرية وأكثر المتحمسين لها وقد يدفعها إلى الانكفاء على الداخل الصومالي بشكل جعل الحكومة الصومالية تأخذ تهديدات الحركة بالثأر لمقتل زعيمها مأخذ الجد والحذر الشديد. حيث أعلنت الحكومة الصومالية حال الإنذار، أمس السبت، محذرة من هجمات انتقامية تخطط لها الحركة.

وصرح وزير الأمن القومي، خليف أحمد أريغ، أمام صحافيين “أن الوكالات الأمنية حصلت على معلومات تشير إلى أن حركة الشباب تخطط لشن هجمات يائسة ضد منشآت طبية ومراكز تعليمية وغيرها من المباني الحكومية. القوات الأمنية مستعدة لصد الهجمات وتدعو السكان إلى مساعدة قوات الأمن لمواجهة أعمال العنف.

مقتل غودان ستكون له تداعيات خطرة على الحركة، فالرجل الذي يعد أحد أبرز المطلوبين العشرة بتهمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة، كان يشكل القيادة الرمزية للحركة والعقل المدبر لعملياتها، فهو مهندس تفجيرات العاصمة اليوغندية كمبالا في العام 2010 التي قتل فيها 74 شخصاً، إذ أصدر بعدها تحذيراً أن “ما حصل في يوغندا ليس سوى البداية” وقد كانت تفجيرات نيروبي، وظلت الولايات المتحدة تلاحقه منذ فترة وقد خصصت مكافأة بقيمة سبعة ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه.

التفكير داخل الحركة في مرحلة ما بعد غودان. حيث تشير التقارير الإخبارية إلى أن الحركة ستواجه أزمة قيادة وصراعاً على السلطة، إذ لم تبرز شخصية يمكن أن تشكّل خلفاً للرجل الذي تقول تقارير إنه صفّى الكثير من منافسيه بينهم شخصيات مؤهلة لخلافته، يضاف إلى ذلك إلغاؤه مجلس شورى الحركة الذي سبق أن اختاره، لأنه رأى فيه تهديداً محتملاً له. ويرى خبراء أن هناك إمكانية حقيقية في أن يثير موته اقتتالاً داخلياً أو يؤدي إلى تشكيل حركات منشقة أصغر حجماً وربما أكثر خطورة، رغم أن هناك أسماءا مطروحة لخلافته مثل الشيخ “مختار روبو”.

[/JUSTIFY]

العالم الآن – صحيفة اليوم التالي