(صواميل) نافع…!!
للدكتور نافع علي نافع، مقولة شهيرة.. في سياق (إغاظة) المعارضة.. قال: (من ينتظر أن نفكك له صواميل الإنقاذ فسيطول انتظاره).. وطبعاً يحمد للدكتور نافع أنه وصفها ب(الصواميل) ولم يقل (البراشيم) فالأولى تحتاج إلى (مفك) والثانية تحتاج إلى (شاكوش).
واحدة من (صواميل) نافع هي الاتحاد العام للصحفيين السودانيين.. الذي ستجرى انتخاباته غداً الثلاثاء، واضح جداً كل الإرهاصات تشير أن هذه (الصامولة) لن تفكك فهي مضمونة بنسبة 200% لصالح المؤتمر الوطني.. مباراة ودية بين الأهل نتيجتها معروفة سلفاً.. ليس لأن المؤتمر الوطني خاض معركة شرسة تكللت بإقناع الصحفيين ببرامجه.. بل لأن المؤتمر الوطني ليس بحاجة لخوض أية معركة إقناع في ظل وجود (خلايا نائمة) تستيقظ كل انتخابات لتقول (نعم)، ثم ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.. دفن البطاقة في الصندوق.
فإذا كان المؤتمر الوطني غير قادرٍ ولا راغبٍ في التفريط في (صامولة) صغييييرة مثل اتحاد الصحفيين الذي لا تتجاوز عضويته الحقيقية ألف صحفي فكيف تتوقع المعارضة أن يفكك لها المؤتمر الوطني (الصواميل) الكبيرة.
المؤتمر الوطني يرى أن التفريط في (الصواميل) الصغيرة سيؤدي تلقائياً لتهديد (الصواميل) الكبيرة فيعمد إلى استخدام أسلوب ونظرية (قتل النملة بالفأس) فيضع كل ثقله في اكتساح كل الاتحادات والنقابات ابتداءً من اتحاد أطفال الروضات إلى انتخابات البرلمان التي فاز فيها بنسبة 99.9% ويتحسر على فقدانه الـ0.1%.
صحيح أن لا أحد يلوم المؤتمر الوطني على الفوز في أية انتخابات في أي مستوى فهي منافسة مفتوحة.. لكن الأصح أن كلمة منافسة هنا تخضع لقانون الغش التجاري فهي لا منافسة ولا يحزنون.. أي حزب في السلطة خاصةً إذا كان يحتكرها تماماً يستطيع أن يضمن أي انتخابات دون الحاجة حتى لتزويرها والبرهان على ذلك السيرة الذاتية لسالف الذكر الاتحاد الاشتراكي في عهد الرئيس نميري والحزب الوطني الديمقراطي في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك و الحزب الدستوري في عهد الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، كلها كانت تفوز في الانتخابات وكلها كانت لا تسمح بتفكيك (صامولة) واحدة مهما صغرت حتى إذا جاءها يوم الحشر العظيم اتضح أنها بلا (صواميل) من الأصل فذهبت مع الريح.
احتكار السلطة بهذا المستوى دليل على مرض عضال تعاني منه الدولة يجعلها أحادية التفكير لا ترى إلا ما ترى.. غير قادرة على استيعاب عقول أبناء الوطن فتصبح الأخطاء خطايا متكررة وتصل البلاد إلى نفس الوضع الذي وصلنا إليه الآن.. انسداد كامل في شرايين الاقتصاد والسياسة.. فلا يهرب المستثمرون السودانيون إلى أديس أبابا وحدهم بل يهرب إليها الساسة أيضاً يبحثون عن السلام هناك.
على كل حال سيستبين الوطني النصحَ ضحى الغدِ.
حديث المدينة – صحيفة التيار
[Email]hadeeth.almadina@gmail.com[/Email]
طيب ماترشح نفسك للانتخابات وتفوز بمنصب نفييييب الصحفيييين – عالم وهم