المساعدة المطلوبة
هل يملك العرب فعلا خطتهم الخاصة لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يسيطر على مناطق بالعراق وسوريا أم أنهم فقط ينتظرون خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي ستعرضها غداً الأربعاء لينضموا إلى ركب المؤيدين والمباركين لها، قد لا تكون الإجابة عن هذا السؤال بنعم أو بلا بأن تكون لهم فعلا خطة بالتوازي مع الخطة الأمريكية، وقد لا تكون لهم، ولكن الأهم أن يكون المساهمة العربية في إطار ما يحصن الأمن القومي العربي، وليس فقط ما يعزز الأمن القومي الأمريكي، فحرب أمريكا مع داعش حرب سيطرة وهيمنة، ولكن حرب العرب معها حرب تصحيح مفاهيم وأفكار، ولذلك قد يجتمع العرب وأمريكا في هدف القضاء على التنظيم، ولكن لكل سلاحه الخاص الذي يحقق هدفه الخاص.
لا شك أن الجامعة العربية اجتمعت على مستوى وزراء الخارجية العرب قبل يومين من إعلان خطة أوباما لبحث هذا الأمر، وقرر اجتماع وزراء الخارجية العرب اتخاذ التدابير الضرورية لمواجهة خطر تنظيم (داعش)، ونقلت وكالة (رويترز) للأنباء، أن وزراء الخارجية العرب اتفقوا، يوم الأحد على اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، والتعاون مع كل الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لمحاربة الجماعات المتشددة. وأيد الوزراء أيضا في البيان الختامي لاجتماعهم في القاهرة قرار مجلس الأمن الدولي الصادر الشهر الماضي، الذي يطالب الدول الأعضاء بالتحرك لوقف تدفق الدعم اللوجستي والعسكري والمالي للمتطرفين في العراق وسوريا.
إذن وزراء الخارجية العرب استبقوا إعلان تفاصيل خطة أوباما بالتأييد لها ضمنا عندما أشاروا إلى التعاون مع كل الجهود الدولية والإقليمية والمحلية، وأوباما نفسه كان يتوقع ذلك، فهو القائل عندما سئل عن شكل الاستراتيجية التي يعمل عليها فريقه الأمني جدد الرئيس الأمريكي نفيه امتلاك استراتيجية بعد “للتعامل مع الجماعة”، مؤكدا أن بلاده “ستحتاج من الدول السنية في المنطقة ومنها السعودية والأردن والإمارات وتركيا أن تكثف جهودها وتقدم المساعدة”، على حد قوله.
إذن المساعدة المطلوبة من دول المنطقة قطعا لن تكون مساعدة بالعتاد الحربي والدعم اللوجستي والاستخباري، كما تفعل أمريكا ودول أوروبا الآن، ولكن في تقديري أن أهم مساعدة يمكن أن تقدمها الدول العربية كجزء من هذه الحملة الدولية، وفي إطار جهودها الإقليمية للقضاء على ظاهرة التشدد والتطرف والعنف هي مساعدة في الفكر والدعوة عبر وسائل الإعلام ومقارعة المتطرفين بالحجة والبرهان والدليل من السنة والقرآن على أن ما يذهبون إليه من أعمال على غرار ما يحدث الآن لن يخدم قضية الإسلام في شيء، بل بالعكس يقدم صورة شائهة عن الإسلام والمسلمين.
[/JUSTIFY]العالم الآن – صحيفة اليوم التالي